الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لعمل المرأة في الصيدلة

السؤال

أنا طالبة في كلية الصيدلة وعملي مستقبلا سيكون في المستشفى . وسيكون هناك رجال ونساء يعملون في الصيدلية. وأثناء تدريبي في الصيدلية أيام الإجازة فوجئت ببعض الفتيات في تهاونهن في الحجاب وكشفهن لوجههن وتحدثهن مع الرجال من غير داع، ولقد ساءني ذلك جداً واتعبني نفسياً، لقد كنت أعرف أن العمل هكذا، لكن لم أكن أعلم أن تتخلى البنت عن حيائها وأخلاقها وحجابها لمجرد أنها صيدلانية، فالواحدة منا حتى لو وصلت إلى أعلى المراتب ستظل امرأة ولا يمنعها من أن تؤدي وظيفتها وهي متمسكة بحجابها وحيائها، ومن فقدت حياءها فقدت عفافها.

سؤالي هو بماذا تنصحونني في عملي مستقبلا من التوجيهات المفيدة لي في صلاح ديني ودنياي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / م . م حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.
أسأل الله العظيم أن يزيدك حرصاً وغيرة لدين الله، وأن ينفع بك البلاد والعباد.

مما لا شك فيه أن أمتنا تحتاج لصيدليات مسلمات ملتزمات بالحجاب وسائر آداب الإسلام؛ حتى لا تتعرض العفيفات الصالحات للحرج حين يصبن بالأمراض، ويجدن أنفسهن أمام خيارين أحلاهما مرٌّ، فإما أن تتعامل المسلمة مع صيدلي كافر لا يؤتمن، أو تجد نفسها أمام صيدلي يتمسك بالإسلام اسماً لكنه في حقيقته لا يخاف الله ولا يهتم بالآداب الشرعية، أو ترفض هذا كله لتصارع الأمراض والآلام.

وما أحوجنا إلى صيدلانيات داعيات إلى الله؛ حتى لا نسمع من تمدح تلك الكافرة المنصِّرة، والمسلمة الملتزمة تستطيع أن تقدم النصائح والتوجيهات لزميلاتها الغافلات، وللأخوات الزائرات، والمريضة منكسرة ومتألمة وراغبة في الرجوع إلى الله الشافي سبحانه، وقد بدأنا ولله الحمد نسمع من تطالب بالتعامل مع النساء وليس مع الطبيب أو الصيدلي الرجل، ولن يسد حاجة المسلمات إلا الصالحات، فقد تحرج المرأة فلا تستطيع أن تسأل عن الدواء أو طريقة الاستعمال، وربما كان المرض في أماكن حساسة، وفي السنة النبوية موقف الرسول صلى الله عليه وسلم حين وجه امرأةً مسلمة فقال: (خذي فرصة فتطهري بها، فقالت كيف أتطهر؟ قال: سبحان الله تطهري بها، فاجتذبتها عائشة رضي الله عنها وقالت لها: تتبعي بها أثر الدم).

وأرجو أن تحرصي على الاستمساك بآداب هذا الدين، في الكلام والمشي واللباس وسائر التصرفات من تجنب للخلوة بالرجل، وغض للبصر، وخفض للصوت، واعملي أن حجاب المرأة ودينها أغلى من الوظيفة والشهرة، فإن استطعت أن توفقي بين الالتزام بالإسلام وهذا العمل فهذا خير، وأرجو أن تجعلي نيتك وقصدك لله وتحرصي على النصح للمسلمات من الزميلات والزائرات، والدعوة إلى الإسلام بين الكافرات، واصبري على الأذى، أما إذا عجزت عن هذا فلا خير في وظيفة أو عمل يفقد المرأة حياءها ودينها، وابتعدي عن مواطن الرجال، ولا تقصري في نصح المقصرات، وليكن ذلك بالحكمة والأسلوب الحسن، وتجنبي نصح الغافلات أمام الناس، ولا تظهري عليهن الفضل والأستاذية؛ حتى لا تعطي الشيطان مدخلا، واختاري لنصحك الأوقات المناسبة والألفاظ اللطيفة، وانتبهي لخطورة التوسع في التعامل مع الرجال بدعوى الزمالة، فالإسلام لا يعترف بهذه العلاقة.

وتأكدي أن الفتاة إذا تحجبت نالت الاحترام والتقدير من الجميع ذلِكَ ((ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ))[الأحزاب:59] وحذر الإسلام المرأة من الخضوع في القول والتكسر في الكلام، فقال تعالى: ((فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ...))[الأحزاب:32] وحدد نوعية الكلام فقال: ((وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا))[الأحزاب:32] وإذا كانت الكلمة الواحدة تكفي فلا حاجة للثانية، والمسلمة الملتزمة تؤثر بلباسها وأدبها وحشمتها، أسأل الله أن يوفقك وأن يرزقك الثبات والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً