الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنواع الهلاوس

السؤال

السلام عليكم.

كيف يمكن أن نفرق بين الهلوسات السمعية أنها حقيقية إذا كان الشخص صحيح العقل، ويمارس حياته باعتياد، ويسمع أسراره الشخصية وتصرفاته اليومية مباشرة من أناس قريبين أو بعيدين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالنسبة للهلوسة السمعية هي أنواع ودرجات، وهنالك هلاوس يسمع الإنسان الصوت في أذنه، وهنالك نوع يسمع الإنسان الصوت في داخل رأسه، والأصوات التي تسمع في داخل الرأس هي الأصوات المرضية، وحتى الأصوات التي تسمع في الأذن في بعض الأحيان قد تكون مرضية، ولكن في بعض الأحيان قد تكون ناتجة من القلق أو التوتر أو ارتفاع درجة اليقظة لدى الإنسان أو في أوقات الإجهاد الجسدي والنفسي، والهلاوس قد تكون أصواتاً واضحة، وقد تكون في شكل أصوات غير واضحة، وقد تكون موجهة إلى الشخص مباشرة، بمعنى أن الأصوات تخاطبه باسمه أو تشير إليه إشارات تعنيه قد تكون مجرد تعليقات بين أشخاص يشيرون فيه إلى الشخص، وهذه هي أهم أنواع الهلاوس المرضية السمعية التي تعلق على الإنسان وتصرفاته، هذه تعتبر هلاوس من النوع المرضي إذا كان مستبصرا بحالته.

وإذا كانت هذه الهلاوس هي حقيقية أو غير حقيقية، ومعظم المرضى الذين يعانون من هلاوس يعتبرونها حقيقية وهم غير مستبصرون بحالتهم، ولكن بعد مرور الزمن، وبعد أن يشرح لهم الطبيب أن هذه الأصوات ليس حقيقية، هنا يقتنع الشخص بنسب متفاوتة، وبعض الناس يقتنع قناعة كاملة وبعضهم يكون متشككاً فإن هذه الأصوات هي في الأصل لا وجود لها.
ومن الهلاوس السمعية التي قد تحصل لبعض الناس هي الهلاوس السميعة البسيطة حين يكون الإنسان مجهداً نفسياً أو متوتراً عاطفياً أو كان يتوقع شيئاً ما أو شخصاً، وكثير من الناس قد يسمعون أصوات الموتى، وكثير قد يسمعون أصوات أقرباء وأحباء لهم إذا كانوا في أمكان بعيدة، وهذه ليست هلاوس مرضية ولكن تكون مستمرة، وإذا كانت مستمرة ومتواصلة هذه هي الهلاوس المرضية.

أما إذا كانت الهلاوس مجرد حديث للنفس أو أن يسمع الإنسان فكرة ويعبر عن عواطفه بشيء يختلج نفسه، ويكون صورة إحساس كلامي فهذا لا يعتبر نوعاً من الهلاوس.
هنالك ما يعرف بالهلاوس الكاذبة، وهذه تحصل للناس قبل بداية النوم، على سبيل المثال حين يبدأ الإنسان ويكون قلقاً ويبدأ النوم ربما يحس بصوت أو ربما يشعر كأن شيئاً مثل التيار الكهربائي يمر بجسده، هذا نوع من الهلاوس الكاذبة، كما أن السراب بأنواعه المختلفة يعتبر نوعاً من الهلاوس الكاذبة وليست الهلاوس الصحيحة، أرجو أن أكون قد أوضحت ما هو مطلوب.

مع ملاحظة أنني لم أستوعب استيعابا كاملاً الجزء الأخير من سؤالك، والذي ذكرت فيه (وتصرفاته اليومية مباشرة من أناس قريبين أو بعيدين).

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً