الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات علاجية للتخلص من الوسوسة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل التفكير الزائد يعتبر من الوسوسة؟ وإذا كان كذلك فما علاجه؟ أريد التخلص منه، الوسوسة تجول في خاطري بكل شيء.

الله يجزيكم الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زعيم نجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد كنا نتمنى أن يكون هناك المزيد من التفصيل في رسالتك هذه، ولكن إن شاء الله نستطيع أن نوجه لك بعض الإرشاد الذي نسأل الله تعالى أن ينفعك به.

أعتقد أن الذي قصدته هو أنه تأتيك أفكار كثيرة، ومتكررة ومتداخلة، وهذه الأفكار غالباً ما تكون ناشئة من القلق، والقلق قد يؤدي إلى الوسوسة، بل الوسوسة في الأصل هي جزء من القلق النفسي.

الوساوس حسب ما يعرفها العلماء تكون فكراً، أو فعلاً يسيطر على الإنسان، ويستحوذ على تفكيره، ويعرف الإنسان أن هذا الفكر أو هذا الفعل سخيف، ويحاول أن يتخلص منه، ولكنه يجد صعوبة في التخلص منه.

توجد أيضاً ما يسمى بأحلام اليقظة، هذه دائماً نجدها لدى الشباب، ولدى اليافعين، وربما في متوسط العمر.

أنت لم تذكر كم مضى من عمرك أيها الفاضل الكريم، ولكن إذا كنت أقل من أربعين عاماً، ربما تكون عرضة لما نسميه بأحلام اليقظة، خاصة في سن الخمسة عشرة إلى خمس وعشرين، تكثر مثل هذه الأفكار، وهي أفكار تأتي للإنسان في شكل آمال وطموحات، كما يقولون قد يبني الإنسان قصوراً في الهواء دون أن ينجز أي شيء.

هذه نوع من الفكر العادي، وهو يختفي تلقائيا، فأنصحك أولاً بأن تمارس التمارين الرياضية، لأنها جيدة جدّاً في أن تشل الفكر الوسواسي والقلق.

ثانياً: الفكرة الوسواسية حقرها وتجاهلها واستبدلها بفكرة أخرى مخالفة.

ثالثاً: نحن دائماً ننصح الناس بأن يستفيدوا من أوقاتهم؛ لأن من المشاكل التي تواجهنا في مجتمعاتنا أننا لا نُحسن استغلال الوقت، والوقت مهم جدّاً، فكما تعرف الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وهو في الحقيقة جيد وممتاز لمن يستفيد منه، ونحن نعرف أن في ديننا الإسلامي الوقت مهم، فكل عبادة مرتبطة بالوقت، لذا تجد أن رب العزة قد أقسم بالوقت (( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ))[الشمس:1-4] وأقسم بالعصر، وأقسم بالفجر، كلها تدل على أهمية الوقت.

فأرجو أن تستفيد من أوقاتك، واجعل لنفسك أنشطة مختلفة، شيئاً في العمل أو في الدراسة، اقض وقت راحة، اطلع على الكتب الجيدة، البرامج التلفزيونية المفيدة، تواصل مع أصدقائك، مارس الرياضة مع أصدقائك، انضم إلى الجمعيات الخيرية، اذهب إلى حلق العلم وتحفيظ القرآن، تواصل مع أرحامك، هذا يا أخي الكريم لا يعطي أبداً مجالاً للفكر الوسواسي.

إذا كان الأمر مسيطراً عليك لدرجة كبيرة فأنصحك أيضاً بتناول أحد الأدوية التي تساعد في القضاء على الوسواس، وكذلك القلق والتوتر والمخاوف.

هناك دواء ممتاز موجود في المملكة العربية السعودية، ويسمى تجارياً باسم (زولفت Zoloft) ويسمى أيضاً تجارياً باسم (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة يومياً، وقوة الحبة هي خمسون مليجراماً، تناولها لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك تناول نفس الجرعة، أي حبة واحدة، لكن تناولها يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية السليمة والطيبة، ونتمنى أن نكون قد أعطيناك التفاصيل المطلوبة، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق علي جواد

    ممتاز دكتور هذا هو مرضي عمري18

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً