الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تكوين الصديق الصالح

السؤال

أنا طالب علم عمري 14 عاماً، ليس عندي أصدقاء وإنما لدي زملاء دراسة، وعلاقتي بهم في المدرسة فقط، وليس لدي صديق يشاركني حياتي، فما خطوات اكتساب الصديق؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب علم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإنسان لا يمكن أن يستغني عن الصديق، وقديماً قالت العرب: (الرفيق قبل الطريق، والجار قبل الدار)، وعرف أهل النار مكانة الصديق فقالوا: ((فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ))[الشعراء:100-101]، وقال الفاروق رضي الله عنه: (وما أعطي الإنسان بعد الإسلام أفضل من صديق حسن، وقل لي من تصاحب أقل لك من أنت).

وقال الشاعر: عن المرء لا تسل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي.

ولا شك أن الصديق الصالح له شروط، وهي ما يلي:
1- أن يكون من أهل الإيمان والتقى والصلاح، وذلك لأن كل صداقة وإخوة لا تقوم على ذلك تنقلب إلى عداوة، قال تعالى: ((الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ))[الزخرف:67].
2- أن يكون الأصدقاء في سن واحدة.
3- أن تكون الصداقة في الله ولله وعلى مراد الله.
4- أن تقوم على النصح والتعاون على البر والتقوى.
5- أن تزداد قوة بمقدار طاعة الصديق لله.
6- أن تقوم على الصدق والوفاء والأمانة والخوف من الله، كما قال عمر لولده عبد الله: (واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من خاف الله).

وأما بالنسبة للطريقة التي تكتسب بها الأصدقاء فإنها سهلة وميسورة، وأنت بلا شك تشعر أن بعض الزملاء قريب إلى نفسك، وبينكما تبادل في المنافع، وتطابق في وجهات النظر، وتماثل في نمط الحياة، وقبل ذلك يجتمعان على حب الصلاة والصلاح، وهذه الأشياء بلا شك مقدمات ووسائل تساعدك في مسألة اكتساب الصديق، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وإذا وجد الإنسان في نفسه حباً لأخيه فمن السنة أن يعلن ذلك ويعلمه به، ويقول له أحبك في الله، ويرد عليه الآخر بقوله: (أحبك الله الذي أحببتني فيه) وعليهم بعد ذلك أن يراعوا الله في تلك العلاقة، وأن يرتفعوا بها لتكون عوناً على البر والتقوى.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عمان al shakek

    الموقع جيد لكن ارجو أن تضيفوا ا. لمزيد من لصفت

  • رومانيا غدير الحويطي

    وفقك الله

  • المغرب سلوى

    رائع

  • ranam

    هدا ما اريده شكررررررررررررررررراااااااا

  • المغرب حكيمة

    شكرا كتيرا على تعاونكم مع جميع تلاميذ

  • أمريكا محمود

    جزاك الله كل خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً