الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية نصح الأم التي لا تصلي

السؤال

السلام عليكم

أنا شابة أبلغ من العمر 30 سنة، أعمل طبيبة عامة، مصابة بداء السكري النوع 1 (4جرعات انسولين يومياً) منذ 19سنة، والحمد لله لا أعاني من أي مضاعفات (Complication de diabete) مشكلتي أني أعاني من الانطواء والجلوس وحدي والحساسية الزائدة، لدرجة أني لا أقبل عذراً لأي شخص، وأيضاً أعاني من القلق المستمر مما يؤثر على عملي وعلاقاتي الاجتماعية، أظن أن السبب هو المشكلة الأسرية المتمثلة في انعدام الحوار والنقاش مع الوالدين والإخوة (Absence de table rond!) وكل الأمور نعملها بقلق وصوت مرتفع، دائماً أشعر أني محتاجة إلى حنان الوالدين الذي لم أعرف طعمه منذ الصغر، بحثت عنه في أماكن عدة فلم أجد سوى الذل والإهانة، أعيش حياة مملة مع أنني أقرأ القرآن وأحفظ الدعاء وأصلي صلاتي ولكن أمي لا تصلي، ودائماً تمنع إخوتي من الصلاة مما يدفعني إلى الشجار معها، ومشاكل أخرى عديدة لا تكفي رسالة لطرحها، أرجو أن ترشدوني إلى التخلص من حياة العزلة والقلق.

وجزاكم الله كل خير، ولا تنسونا من صالح الدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فبما أنك تفضلتِ بأنك تقرئين القرآن، فالقرآن الذي تقرئينه مليء بقصص الثبات وقصص التجرد والقوة أمام الباطل، وقصص انتصار الحق والعدل على الظلم، بل إن الله عز وجل يقص هذه القصص على النبي صلى الله عليه وسلم ليثبت بها فؤاده، فكما أخبركِ القران الكريم: (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ))[آل عمران:110] فأنت لست لنفسك وإنما للناس، فالدعوة تحتاجك ودينك في حاجة لك، وسؤالي لكِ:كيف ستلبين نداء الدعوة ونداء القرآن وأنتِ منزوية في بيتك وقد أثر عليك محيطك وأدخلك في دائرة قد لاتقودكِ إلى الخير المنشود منك؟ فتعرفي على الأخوات الداعيات وكوني داعية لله قوية بدينك محافظة على سنة حبيبك صلى الله عليه وسلم.

أما عن كون أمك لا تصلي، فهي وإن كانت لا تصلي إلا أني أرجو أن تنتبهي ولا تخطئي في حق الوالدين، وخاصة الأم، فليروا منكِ الابتسامة والفرح والانشراح وخدمتهم، بل والمبادرة لهم لتقديم أي خدمه لهم، والمدح والثناء عليهم أمامهم وخلفهم، حتى يروا منكِ دينا جميلا يحسن لمن أساء، خاصة الأم، فكوني في خدمتها وقومي قبل أن تقوم، حتى تدخلي إلى قلبها، عندها سيسمع لكِ بل ولن يُرد لكِ أي طلب، وذكريهم بمواعيد المحاضرات، وحاولي أخذ الوالدة لمجالس الذكر، فإن فيها من التأثير والتغيير، واهديها شريطاً واختاري شريطاً يغلب عليه الترغيب لا الترهيب.

أما عن مرض السكر فأسأل الله لكِ الشفاء، فأنت طبيبة، والسكر كما تعرفين يجب أن نتعامل معه كصديق وألا نتعامل معه كعدو، وأنتِ بإذن الله قادرة على أن تجمعي شمل الأسرة وأن تنقليهم لمستوى أفضل في التعامل، ولا تنسي بأن الآباء لديهم مورثات حملوها ولا يعلمون مدى خطورتها، ونحن كتربويين دائماً ما نطرح هذه المسألة، وهي فترة الماضي فليس كله صائب، فما عليك إلا الصبر والاحتساب والإصلاح بما استطعتِ، والفرج قريب إن شاء الله تعالى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً