الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيهات بخصوص نصح الوالدين

السؤال

السلام عليكم.

إن أبي يسيء دائماً إلى جيراننا، وأنا أصدقك الحديث في أنه دائماً ما يكذب ويقول ما ليس بصحيح، وأيضاً يضيع الصلاة أحياناً حتى أننا نخرج جميعاً إلى المسجد، وهو يشاهد التلفاز بالإضافة إلى أنه سلبي داخل البيت، وأنا أريد أن أراه في أحسن صورة كما أسمع من أصدقائي عن آبائهم، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وزادك حرصا على بر الوالد والإحسان إليه، ونحن سعداء بك وبأمثالك ممن يحرصون على الإصلاح ويهتمون بنجاة أقاربهم ومن يحبون.

ونحن نؤكد عليك -أولاً- أن كلامك بهذه الصيغة عن أبيك لا يصدر منك إلا لهذا الغرض، أي معرفة كيفية إصلاحه وبقدر الحاجة، والحذر كل الحذر أن تكثر من الحديث عنه بهذه الأوصاف أو تتكلم عنه بهذه الطريقة لغير مصلحة معتبرة، فإن حق الوالدين عظيم وأدب الولد مع والده عنوان فلاحه ونجاحه.

وأما ماذا تفعل الآن في إصلاح هذا الوالد؟ فنحن نضع بين يديك بعض الأسباب التي بإذن الله تعالى ستؤدي إلى المطلوب ومنها:

1- اللجوء إلى الله تعالى أولاً بالدعاء، وتحرى ذلك في أوقات الإجابة ليصلح والدك فإن قلوب العباد بين أصعبين من أصابع الرحمن.

2- مناصحة الوالد بأساليب مؤدبة ولا تشعره بالتعالي عليه، كأن تشغل بحضرته مادة مسجلة حول بعض الآفات التي هو واقع فيها ويحسن أن تظهر له ولا مانع من تنبيه الوالد على بعض الأخطاء مباشرة برفق ولين، وإذا غضب فيتعين عليك أن تسكت لتعيد المحاولة في وقت آخر.

3- حاول مع إخوتك مشاركة الوالد في بعض شؤونكم وأظهروا له أنكم حريصون على معرفة رأيه والاسترشاد بنصيحته.

4- حاولوا أن تستعينوا بالأقارب الكبار ممن لهم كلمة مسموعة عنده دون أن يشعر الوالد بذلك.

5-عليكم بالتدرج في إصلاحه فالبدء بالصلاة أهم من غيره، فحاولوا أن تجروه للحفاظ على الصلاة فإذا لم يخرج إلى المسجد فينبغي أن يبقى بعضكم ليصلي معه جماعة في البيت ويطلب من الوالد أن يصلي إماماً إذا كان يحسن قراءة الفاتحة وأداء أركان الصلاة.

6- حاولوا إيصال بعض الأحاديث النبوية في فضائل الأعمال والإحسان إلى الجيران إلى الوالد بطريقة مؤدبة متواضعة، كأن يعرض أحدكم على الوالد أن يستمع إليه وهو يقرأ الأحاديث ليصحح له إن أخطأ ونحو ذلك من الأساليب التي لا تشعر الوالد باستصغاركم له، فهذه من أنفع الأساليب في دعوته.

ونصيحتي لكم أن تظهروا للوالد كل الحب والمودة والطاعة والحرص على رضاه، ويغلب على الظن أنه إذا لمس ذلك منكم فإنه سيحب الاستماع لكم وسيوافقكم في كثير من آرائكم.

وفقنا الله وإياكم لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً