الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب انحناء العمود الفقري وأساليب علاجه

السؤال

أنا فتاة عمري 10 سنوات، أعاني من جنف أعلى الظهر للجهة اليمنى، قمت بعمل أشعة أظهرت درجة الانحناء (25)، ولا أشعر بأي آلام، ويظهر بوضوح عند الانحناء للأمام، أرجوكم انصحوني ماذا أفعل؟ وهل التدخل الجراحي لازم في هذه الحالة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ محبه لله ورسوله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

أسباب الجنف أو انحناء العمود الفقري الجانبي عديدة، منها المكتسب بسبب وضعية معينة، وهذا النوع ليس صعباً علاجه، وقد يعود للوضع الطبيعي إذا زال السبب.

أما النوع الذي يسمى الجنف البدئي فليس له سبب، ويظهر عند الفتيات في سن المراهقة، فهو غير مؤلم عادة، وعادة ما يتوقف عند حد معين متى توقف النمو عند نهاية فترة المراهقة.

فإن أسلوب العلاج يعتمد على درجة زاوية الانحناء ونوعه أو سببه، ويتدرج العلاج من علاجا محافظ إلى العلاج الأكثر تدخلاً وجراحة.

ففي أغلب حالات الأطفال تكون درجة الانحناء بسيطة وتحتاج لمتابعة دورية فقط، وأما إذا حصلت زيادة في درجة التقوس فمن الممكن استخدام حزام طبي لإبطاء التقوس، وفي الحالات التي يكون تشخيصها متأخراً يكون التدخل الجراحي ضرورياً.

وعادة ما يكون قرار التدخل الجراحي معتمداً على درجة الجنف، فإذا كانت زاوية الانحناء أقل من (25 درجة) فتتم متابعته وحساب زاوية الانحناء في الأشعة السينية على فترات زمنية منتظمة.

وأما إذا زادت زاوية الانحناء عن 25 درجة إلى 30 درجة في الأطفال الذين لديهم قابلية النمو فيوصى باستخدام دعامة خاصة بهم للحد من زيادة الانحناء، ولكل دعامة شكل وطرق للاستخدام تختلف عن الأخرى، ويعتمد اختيارها على العديد من العوامل لكي تلائم الخواص المحددة لكل انحناء، وتساعد الدعامة على عودة الوضع المستقيم للعمود الفقري إلى حد مقبول، ويمكن تعديل الدعامة حسب نمو المريض.

وإذا كانت زاوية الانحناء من 25 إلى 40 درجة فإنه يتم استخدام الحزام لتصحيح الانحناء، والبعض يستخدم الحزام لزاوية انحناء إلى 50 درجة حسب مرونة العمود الفقري.

ويتم تصحيح الانحناء جراحياً بعد فشل العلاج السابق التحفظي إذا كانت زاوية الانحناء أكبر من 40 درجة وغير مرن، وللانحناءات التي زاويتها أكبر من 50 درجة.

والانحناءات التي تكون بدرجة (40) أو أكثر تستدعي إجراء عملية جراحية؛ لأن هناك احتمالاً كبيراً بتفاقم حالة الانحناءات حتى بعد توقف نمو العظام، ويتم فيها تعديل التقوس وتثبيت العمود الفقري بالوضع الصحيح باستخدام مسامير وأسياخ طبية، وعادة ما تبقى هذه المسامير والأسياخ في جسم المريض وتترك مكانها، حيث إنها ليس لها آثار جانبية، وتهدف العملية الجراحية إلى دمج الفقرات المصابة بالجنف مع بعضها، وهذا الدمج يمكن أن يكون من الأمام أو من الخلف، مع استخدام قضبان ومسامير ودعامات لتثبيت فقرات العمود الفقري للتقليل من زاوية الانحناء وجعل الفقرات عمودية قدر الإمكان.

ويمكن اعتبار هذه العمليات آمنة وذات نسبة نجاح كبيرة جداً بيد الجراح المختص بهذه الجراحات، وبعد الجراحة يشعر المريض براحة نفسية وجسدية بسبب التحسن الكبير في المظهر الخارجي مما يمكنه من ممارسة الحياة بشكل طبيعي.

وبسبب أن الزاوية عندك (25 درجة) فإن طريقة العلاج هي المراقبة ووضع حزام، فإن أصبح بين 25-30 عندها يجب استخدام الداعمة كما قلنا، وعليك بمتابعة الأخصائي ومتابعة تعليماته.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً