الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النوبات الصرعية وعلاجها وأثرها على الجنين والحامل.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دكتور! زوجتي مصابة بالتشنج أو زيادة في الشحنات الكهربائية في المخ منذ ثلاث سنوات، صرف لها (دوباكين) حبة صباحاً وحبة في الليل.

وبعد سنتين راجعنا الدكتور وقال: نخفف الجرعة لعدم التشنج لهذه المدة مع العلاج، وصار تدريجياً: شهر حبة صباحاً ونصف حبة ليلاً، وشهر نصف ونصف، وشهر نصف فقط.

لكن رجع التشنج والآن صار حبة صباحاً وحبتين في المساء، وزجتي حامل في ثاني أسبوع، يقول الدكتور: يخاف على الجنين، لكن استمر في العلاج وبنسبة (4 - 10) يتأثر الجنين، والله كريم ويشفي جميع المسلمين.

السؤال الأول: كيف أتعامل مع الزوجة أثناء التشنج؟ وهل فيه خطر على حياتها؟

السؤال الثاني: هل على الجنين آثار مع تعاطي العلاج؟

العلاج (دوباكين 200) و(فيتمين).

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله الشفاء والعافية للفاضلة زوجتك.
فإن التشنجات - أو زيادة الشحنات الكهربائية في المخ، أو ما يمكن أن نسميه بالنوبات الصرعية – هي الآن سهلة العلاج بفضل الله تعالى، وأهم شيء يجب أن يلتزم به الإنسان ليصل إلى النتائج العلاجية الجيدة هو الالتزام القاطع بتناول الدواء، وحسب الجرعة الموصوفة.

عقار الدباكين (Depakine) من الأدوية السليمة ومن الأدوية الفعالة، وكما ذكر لك الطبيب هنالك بعض المحاذير حيال تناول هذه الأدوية في فترة الحمل، وأعتقد أن تستمر زوجتك على جرعة صغيرة من الدواء كما هو موصوف لها الآن خلال الأربعة أشهر الأولى للحمل، هذا هو الإجراء الصحيح؛ لأن فترة أربعة أشهر الأولى هي فترة تخليق الأجنة واكتمالها، وبعد ذلك لا يوجد أي ضرر إذا تناولت الجرعة العلاجية الكاملة؛ لأن جرعة مائتي مليجرام لا شك أنها جرعة صغيرة، ولكنها - إن شاء الله – سوف تساعد زوجتك على الأقل في تقليل هذه التشنجات في فترة تكوين الجنين.

وعليه فلا تنزعج من ذلك، وهذا هو الحل، أي: أن يتم تناول الدواء بجرعة قليلة نسبياً كما نصح الطبيب، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة وأن يكون الجنين سليماً ومعافى.

وأود أن أضيف أن الآثار السلبية على الأجنة هي ليست بالكثيرة، هي نادرة الحدوث، ولكن كما تعرف أن الأطباء دائماً يأخذون الحيطة والمحاذير العلمية التي توصي بها الشركات المنتجة لهذه الأدوية، وإن شاء الله لا يوجد أي أثر سلبي على الجنين.

التعامل مع الزوجة في أثناء التشنج هو أولاً ألا تنفعل – هذا أمر مهم جدّاً – وأن تتملك أعصابك، وأن تساعدها في أن تكون في وضع مريح، ولا داعي لمقاومة التشنجات، بمعنى: ألا تحاول أن تثبتها في مكان واحد، دعها تتم الحركة التشنجية، ويمكن وضع يديك على الحوض كنوع من السند للحوض في أثناء هذه التشنجات، وأيضاً اجعل رأسها يكون على الجانب حتى لا يحدث لها صعوبات في التنفس.

وإذا كانت التشنجات من النوع الشديد فننصح بأن يوضع في الفم جسم صلب وناعم كقطعة من الإسفنج المقوى – أو هكذا – تضعها لها بين الأسنان وتكون ماسكاً عليها، وذلك حتى لا تكسر أسنانها، هذا إذا كانت التشنجات شديدة، أما إذا كانت التشنجات بسيطة فلا داعي لكل هذا.

التشنجات الصرعية لا تمثل خطورة حقيقة على الحياة إلا إذا كانت نوبات كثيرة ومتكررة وطويلة جدّاً.

أنصحك أيضاً أن تكون زوجتك في هذه المرحلة أكثر استرخاءً، وألا تشغل بالها بأي هموم، وألا يكون هنالك قلق، كما أنني أنصح بأن لا تجهد نفسها جسدياً؛ لأن الإجهاد النفسي أو الجسدي هو من المثيرات أو المسببات لهذه التشنجات في بعض الأحيان.

كما أني أنصح ألا تتناول كمية كبيرة من السوائل في فترة واحدة، إذا كانت تريد أن تشرب الماء فيجب ألا تكون كمية الماء كبيرة، أو إذا أرادت أن تشرب أي مشروب آخر فيفضل أن تكون الكمية قليلة؛ لأن الإكثار من تناول السوائل دفعة واحدة وامتلاء المعدة هذا لوحظ أنه ربما يحرك أيضاً هذه التشنجات، وينصح أيضاً بألا تنظر لفترات طويلة على أي مصدر لإضاءة حادة كالتليفزيون أو الكومبيوتر – أو هكذا – لأن الإضاءة الشديدة والقوية والحادة أيضاً هي من المثيرات.

بالطبع لا بد أن تكون زوجتك حذرة في استعمال الدرج إذا كان هنالك درج بالمنزل، هذا مجرد نوع من الاحتياطات والنصائح العامة التي نوجهها.

بالنسبة للسؤال الثاني فإن شاء الله لا توجد أي آثار سلبية على الجنين مع تعاطي هذه الأدوية، وأسأل الله لها العافية والشفاء، وبارك الله فيك على اهتمامك بأمرها، وأرجو أن تواصل مع الطبيب الذي يقوم بعلاجها، وأيضاً أن تعرضها على طبيبة أمراض النساء والولادة، ولابد أن يكون هناك تعاون الطبيبين في علاج زوجتك، أي: بمعنى أن تعرف طبيبة النساء والولادة نوعية الأدوية التي تتناولها زوجتك والجرعة، وهذا سوف يساعدها في متابعة الحالة وعمل الموجات الصوتية لمراقبة والاطلاع على مراحل تكوين الجنين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع (إسلام ويب).
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • بلسم

    بارك الله فيك وجزاك الله عنا كل الخير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً