الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف من رفض الأهل تزويج ابنتهم قبل انتهاء دراستها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب أبلغ من العمر 32 عاماً، أعجبت بفتاة عمرها 18 عاماً، وبعد أن أحببتها بعثت إليها لكي أعرف رأيها فوجدتها تبادلني الشعور، فطالت المحاورات بيننا فخفت من دخول الشيطان بيننا فتقدمت لخطبتها رغم صغرها في السن في نظر أهلها.

علماً بأنها من حملة كتاب الله، ومواظبة على صيام الإثنين والخميس، وكانت تحثني على فعل الخير دائماً، وهذا ما شدني إليها، فأنا أيضاً من حملة كتاب الله ولكني متهاون ومقصر بعض الشيء، فرأيت أني في حاجة لمثلها لأقوِّم اعوجاجي.

والمأساة هي أن أهلها لم يردوا بالرفض أو الموافقة، وقد أرغموها على دخول كلية الطب (سبع سنوات) رغم رفضها، فلو انتظرتها لدخل عمري في الأربعين، وكلما قلت لها أننا لسنا لبعض وأن أهلك كأنهم يودون التخلص مني، تقول: هم لم يقولوا ذلك، ولكن يرونني صغيرة على الزواج فقط، وكلما طلبت ذلك تبكي، وتطلب مني أن أتحمل، وأنتظر حتى تنتهي من دراستها، وأهلها يقدمون الدراسة على الزواج، ونظامهم أن البنت لا تتزوج قبل أن تنهي دراستها، فماذا أفعل؟

أفيدوني وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ من ليبيا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكم تمنينا أن لا يدخل شبابنا إلى دهاليز العواطف والعواصف إلا بعد التأكد من الموافقة الرسمية، وإعلان العلاقة، ورعاية كافة الضوابط الشرعية، ويؤسفنا أن يحصل التوسع في المكالمات والمراسلات قبل علم الآباء والأمهات، فتنتج عن ذلك الحسرات والآهات.

ولا شك أن ما قام به أهل الفتاة ليس فيه مصلحة للفتاة، والزواج لا يمنع الدراسة، بل إن في الزواج عصمة بعد توفيق الله من السقوط، وفيه استقرار يعين بحول الله وقوته على النجاح، ويجعل الإنسان رجلاً كان أو امرأة أنه أصبح ذا قيمة مرتفعة وأن هناك من سيفرح بنجاحه.

ونحن ننصحك بأن تكرر المحاولات وتدخل الوساطات، بعد التوجه إلى رب الأرض والسموات، والأفضل أن يتكلم الكبار والعلماء والفضلاء بلسانك، ولا مانع من تقصير المدة حتى تعد نفسك للمسئولية، مع ضرورة إزالة المخاوف المتوقعة عند أهل الفتاة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، فإن قلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيف يشاء، كما أرجو أن توقف الاتصالات حتى تحصل الموافقة، حيث لا توجد تغطية شرعية لما بينكما من العلاقات، وربما يكون معرفة أهل الفتاة بتلك العلاقة سبب لتعنتهم وعنادهم، والأهم من ذلك أن ما يحصل فيه مخالفة شرعية، ونحن لا نحتاج للاستدلال على ذلك لمن شرفهم الله بحفظ القرآن، وتذكروا أنكم في مقام القدوة، فاتق الله في نفسك وفي الفتاة، وكرر طرق الأبواب، ولا بد لمكثر القرع للأبواب أن يلج.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً