الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب بناتي لكني لا أسيطر على أعصابي!

السؤال

أنا أم عمري 35 عاماً، لدي ثلاث بنات أحبهن جداً ولكني لا أسيطر على أعصابي، ودائماً أعامل البنت الكبيرة - وعمرها 13 عاماً - بقسوة وشدة، وذلك لخوفي عليها بسبب تصرفاتها غير المتزنة، فهي لا تصلي ولا تذاكر إلا بمجهود شاق مني، وهذا كله جعل نفسيتي تضيق من ناحيتها وجعلني أقسو عليها في المعاملة، وأدعو عليها كثيراً، ولكني أحبها وأخشى أن يستجيب الله دعائي، فماذا أفعل حتى أسيطر على نفسي ولا أدعو عليها؟ وكيف أعامل بناتي معاملة حسنة؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن الدعاء على أنفسنا أو على أموالنا وأولادنا إلا بالخير؛ لأن ذلك الدعاء قد يصادف لحظة يستجيب الله فيها الدعاء فيحصل الهلاك والندامة، ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يلهمك السداد والرشاد.

ونحن في الحقيقة ندعوك لجعل تلك البنت صديقة لك؛ لأنها في سن ينفع فيه الحوار والقرب وليس القسوة والشدة والبعد، وأرجو أن تكون البداية بالمحافظة على الصلاة.

ورغم تصديقنا وتأكدنا من حبك لها إلا أنها لا تستفيد من مشاعرك التي يدل ظاهرك على خلافها، وأرجو أن تعلمي أنك سوف تنالين بحبك لها أكثر مما تحصلين عليه بالقسوة، وسوف تثبت لكم الأيام صحة ما ذهبنا إليه.

ومما يعينك على حسن التعامل مع بناتك ما يلي:

1- كثرة اللجوء إلى الله.

2- اتخاذ بناتك صديقات لك مع ضرورة أن يجدن فيك القدوة.

3- تشجيعهن على مصادقة الصالحات.

4- عدم اللجوء إلى الضرب والتوبيخ إلا في حالات ضيقة؛ شريطة أن لا يكون الضرب أمام الصديقات.

5- تفادي أسباب الغضب والتوتر، وترك المكان عند حصول التوتر والغضب.

6- تعويد اللسان على الدعاء لهن وليس عليهن.

7- إشراك الوالد في حل المشاكل.

8- البعد عن المعاصي والذنوب.

9- عمارة المنزل بالذكر والصلاة والتلاوة.

10- تخويفها من عقوبة تارك الصلاة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تعمروا داركم بالذكر والتلاوة والصلاة، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به وأن يهدي أطفالنا وأطفالكم.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً