الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السعي لتحقيق النجاح في الحياة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فأنا شاب ملتزم، منَّ الله علي بحفظ كتابه، ولكني أعاني من الفشل الدائم والمتكرر، ففي دراستي الجامعية أحصل على علامات متدنية، وعندما أقدم على طاعة، أو عمل عام يدخل الخلل والرياء على عملي، وأهدر وقتي دون فائدة، وعندما أعزم على التغيير في لحظة الحماس، تراني أعود بعد ذلك إلى الفشل، فما السبيل إلى التغيير؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلن يفشل من وفقه الله بحفظ القرآن، وأي نعمة أكبر وأعظم مما وهبك الوهاب، فأشغل نفسك بفعل الخير، واحرص على الصواب، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك.

وتذكر أن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ))[طه:131]، ثم قال: (( وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ))[طه:131] أي: ورزق ربك من الدين والخير والقرآن والنبوة، والله سبحانه يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن يحبه، ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها جرعة ماء، ولكن بحقارتها فإنه سبحانه يعطيها للمؤمن وللكافر.

وأرجو أن تكرر المحاولات بعد أن تتوجه إلى رب الأرض والسموات، وعليك ببذل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب الذي يوفق للخير والصواب، وتذكر أن كثيراً من الناجحين تعرضوا للعثرات والعقبات، لكنهم جعلوها مجرد محطات على طريق النجاح، ولولا الفشل لما عرف الناس طعم النجاح ونعمة الفوز والفلاح، فتعوذ بالله من الشيطان، وسر بنفسك إلى الإمام.

وإذا عملت عملاً وقال لك الشيطان: أنت مراءٍ، فعانده بكثرة العمل، واستحضر نية الإخلاص، واعلم أنك مأجور على مجاهدتك لعدوك الشيطان، ومأجور على إخلاصك لربك في العمل، وتذكر أن هذا العدو يحزن إذا تبنا، ويندم إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا، فعامله بنقيض قصده.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واشكر نعم الله عليك يأتيك المزيد، وأشغل نفسك بتلاوة كتاب ربك المجيد، واعلم أن الله سبحانه على كل شيء قدير.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً