السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عانيت من أزمة إمساك شديدة منذ رمضان، وكان حجم البراز كبيراً وجافا، واستمر معي أسبوعين تقريباً، وأدى إلى شرخ شرجي شفيت منه ببعض الطرق البسيطة ولله الحمد.

وفي نفس الفترة أكثرت من تناول الماء والخضروات، واختفى الإمساك إلا أنه رجع لي أخف من الأول، وحجم البراز يكون صغيراً أو متوسطاً، ونسبة الجفاف فيه أقل، واستعملت شراباً مليناً اسمه (إيزيلاكس)، وهو يحتوي على سكر اللاكتوز، فهل هذا يسبب تعود الأمعاء عليه؟ وهل وضع القرفصاء (الحمام العربي) يقي - بإذن الله - من البواسير؟

علماً بأنه لا يوجد ألم أو دم أو مخاط عند التبرز، وليس لدي انتفاخ بالبطن - ولله الحمد - وأدخل الحمام مرتين في اليوم تقريباً، وعندما أتعرض للإمساك لا أضغط على نفسي كثيراً لإخراج البراز خوفاً من المضاعفات، وفي بعض الأحيان لا أُخرج إخراجا كاملا، فهل هذا يسبب مشاكل؟ وهل أحتاج الذهاب للمستشفى؟ وما سبب هذا الإمساك؟

وشكراً لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن وضعية القرفصاء عند قضاء الحاجة تقلل من الزاوية الحادة الموجودة في آخر المستقيم، وبالتالي تسمح لخروج البراز بشكل أسهل من الوضعية في الحمام الأجنبي، أي أن وضعيته تساعد على عدم حصول الإمساك أكثر من الوضعية الأخرى، وبما أن حالات البواسير تزيد مع الإمساك فإن احتمال حصول البواسير يقل بشكل غير مباشر.

وأما اللاكتولوز فإنه يزيد من كمية الماء في البراز، فيزيد ذلك من حجم البراز وبالتالي يجعله سهل الحركة في الأمعاء وسهل الخروج، وكثيراً ما يستخدم لمنع الإمساك عند من لديه قصور في الكبد؛ لأنه يجعل وسط البراز حامضيا، وبالتالي يمنع من تكاثر الجراثيم التي تفرز الأمونيا والتي تكون ضارة في حال قصور الكبد.

واللاكتولوز من السكر المصنع الذي يستخدم لعلاج الإمساك، وهو آمن لدرجة كبيرة لو تم تناوله سنوات طويلة، وآمن لكل الأعمار حتى الكبار في السن، ولا يسبب تعود الأمعاء؛ لأن عمله هو زيادة كمية الماء في البراز، أي بزيادة حجمه وبالتالي يقوم القولون بوظيفته بإخراج البراز.

ومن الأعراض الجانبية الإسهال والإحساس بانتفاخ البطن وآلام البطن، ولا بأس إن احتجت أن تضغط على نفسك في بعض الأحيان إن لم يخرج البراز كاملا؛ لأن عدم إخراج البراز كاملاً يسبب أن يجف البراز المتبقي ويصبح هناك صعوبة في إخراجه في المرة القادمة.

وأما عن أسباب الإمساك فإن أكبر سبب للإمساك والذي يصيب (5%) من الناس هو عادات الأكل غير الصحية كالاعتماد على تناول أنواعٍ معينة من الطعام مثل الطعام الذي لا يحتوي على ألياف وينتج فضلات قليلة كاللحوم ومعظم أنواع الأرز، والطعام الذي يسبب قساوة أو صلابة البراز كالأجبان، وعدم تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف مثل الخضروات، وقلة تناول السوائل، وقلة الحركة، وشرب الشاي الثقيل.

وبعد فترة من الإمساك المزمن تكسل الأمعاء ويصبح - كما هو الحال عندك - هناك صعوبة في إخراج البراز، وإليك بعض النصائح حتى لا يتكرر الإمساك:

1- يجب المحافظة على حركة الأمعاء الطبيعية، حتى لو لم يكن هناك رغبة للإخلاء (التبرز)، وأن تجلس يومياً في الحمام لمدة ربع ساعة أو أكثر، وأن تحاول كل جهدك أن تتغوط كل يوم في هذا الوقت، ويجب الاستجابة للرغبة في الإخلاء وعدم كبحها.

2- يجب أن يحتوي الغذاء على ألياف، ولهذا ينصح بتناول الفواكه، والخضروات باستمرار.

3- يجب تناول قدرٍ كافٍ من السوائل - كميات كافية من السوائل - بما يعادل عشرة أكواب أو أكثر في اليوم الواحد أثناء الطقس الحار الرطب، كما أن تناول السوائل الدافئة مثل الشاي الخفيف أو الماء الدافئ في الصباح الباكر - بينما المعدة فارغة - يُساعد بعض الناس على التبرز.

4- ممارسة الرياضة والحركة؛ لأن قلة الحركة تساعد على الإمساك.

5- تدليك البطن من عشرين إلى ثلاثين مرة في الصباح الباكر، مع رش بودرة الدلك على الأيدي والبطن قبل التدليك.

6- إذا لم تؤدِّ زيادة محتوى الغذاء من الخشائن عن طريق الخضروات والفواكه الطازجة إلى تحسن الإمساك فإنه يمكن إضافة ردة القمح إلى الخبز لتعطيه حجماً قد يساعد في تخفيف الإمساك.

والله الموفق.