الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تهذيب البنت المغرورة بجمالها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

ابنتي وهبها الله جمالاً وهي الآن في سن 15 سنة، ولاحظت أنها مغرورة جداً بجمالها، وعندما صارحتها قالت: نعم، لأني أحب نفسي كثيراً، وأحب أظهر جمالي كي يمتدحني الناس! صدمت بها وذكرتها بالله وبقصة قارون، ولا أعرف كيف أتصرف معها؟

علماً أن علاقتنا رائعة جداً، وقريبات من بعض جداً، ولا نخفي شيئاً عن بعضنا، كذلك هي تحفظ معي القرآن وإن كانت كثيرة النسيان، ولكن دائماً أحثها على طاعة الله والتقرب إليه، لكن سن المراهقة يتعب أعصابي، وأظل قلقة عليها كثيراً برغم أنها طيبة القلب وتسمع لي.

فأرجو منكم النصيحة، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد العزيز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الجمال هبة من الوهاب ونعمة من نعم الكريم المنان، وشكر النعم يكون باستخدامها في طاعة الله، ونسبتها إلى الله، وعدم التكبر بها على عباد الله، وأعظم أبواب الشكر العمل بطاعة الله قال تعالى: (( اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ))[سبأ:13].
وأرجو أن تجد منك الثناء على جمالها وإشباع هذا الجانب فيها مع الاستمرار في تذكيرها بالله، وإشعارها أن الحجاب الحقيقي هو جمال الدين والأخلاق، والجمال ظاهر وباطن، والمهم هو جمال الباطن؛ لأن جمال الظاهر عمره محدود لكن جمال الدين والأخلاق بلا حدود، ولا يغني جمال الظاهر شيئاً إذا لم يكن معه جمال في الباطن. وقد أحسن من قال:
جمال الوجه مع قبح النفوس **** كقنديل على قبر المجوس

ومن شكر الجمال ستره عن الأعين الجائعة والنفوس المريضة، والحجاب للفتاة كالغطاء للحلوى فإذا فقدت الحلوى غطائها كانت عرضة للجراثيم والذباب، وإذا فقدت الفتاة حجابها أصبحت عرضة للأنفس المريضة، وقد أحسن من قال:
إذا وقع الذباب على طعام **** رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء *** إذا كان الكلاب ولغن فيه

وأنا في الحقيقة سعيد جداً لقولك علاقتنا رائعة، ومسرور جداً؛ لأنها تشاركك في حفظ القرآن، وأدعوك إلى الاقتراب منها ومعاملتها بعقلية الفتيات وليس بوقار النساء الكبيرات حتى تتمكّني من الارتفاع بها إلى المعالي.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن لا تظهري الانزعاج الزائد، وعامليها على أنها كبيرة، وحاوريها إذا ظهر لك ما لا يرضيك، وأحسني بها الظن، وأعطيها مقدارا من الثقة، وأظهري حاجتكم إليها وحرصكم على مستقبلها، وأكثري من الدعاء لها، ونسأل الله لها الهداية والتوفيق.

ومرحباً بك وبها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً