الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الطريقة الصحيحة لتربية الفتاة المراهقة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

أشكركم على هذا الموقع المفيد وأطرح إليكم مشكلتي هذه:

لدي بنت أختي التي في سن المراهقة، وقد قامت ببعض التصرفات الخاطئة مثل: حبها لابن الجيران، وحبها الزائد لصديقتها، وقد نجحت في تصحيح بعض تصرفاتها وإرشادها إلى الصواب.

أصبحت أدلها إلى طريق الصواب، وهذا هدفي في تعاملي معها، عندما اقتربت منها وكسبت حبها لي، حتى أصبحت لها الأخ والصديق التي تشكي لي همومها ومشاكلها، وتعطيني أسرارها، تعلقت بي وأصبحت أنا أحب شخصٍ لها، وأنها لا تسمع إلا كلامي.

الشاهد في هذا الموضوع أنني أتعامل معها بأسلوب عاطفي وكلام عاطفي، وإرشادات وعتاب في بعض الأمور، وقد تعاملني بأسلوب عاطفي حتى أنها ترسل لي عبارات عبر الجوال وكلمات عاطفيه مثل:

(أحبك، مشتاقة لك، أنت حياتي، أنت أخي وصديقي، وغيرها من العبارات).

السؤال: هل أسلوبي هذا وتعاملي معها بالعاطفة، وكلمات عاطفية معها صحيح أم خاطئ؟

أرشدوني إلى طريق الصواب، وجزاكم الله خيراً، مع العلم أن خبرتي في الحياة قليلة، خاصة أنني لست أباً لكي أكتسب خبرات التعامل مع الأبناء وأسلوب التربية، ولكنني أقرأ وأتابع أسلوب التربية والتعامل الأسري.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أحسنت في التعامل مع بنت أختك، ووفرت لها الجرعة المفقودة التي حرمتها منها أمها وأبوها، ولا مانع من الناحية الشرعية من إسماعها الكلمات الطيبة وأنت محرم لها، بل في أعلى درجات المحرمية، ولكني أتمنى أن تشجع شقيقتك على الاهتمام ببنتها؛ لأن دور الأم في غاية الأهمية، خاصة في هذه المرحلة الهامة من عمر الفتاة وفي هذا الجانب الهام في حياة كل فتاة، وهو الجانب العاطفي؛ لأن الفتاة المراهقة عبارة عن كتلة من العواطف المتأججة المضطربة، ولذلك إذا لم تجد تلك العواطف أوجه الصرف المشروعة فإنها قد تنحرف كما حصل لولا ما قمت بعد لطف الله ومنه وفضله، قال تعالى: (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)، [النساء:83] وأرجو أن يعلم الجميع أن الفتاة في مرحلة المراهقة تحتاج إلى:

1. جرعات عاطفية كبيرة، وهي قادرة على منح العواطف أيضاً.

2. تحتاج إلى من يحترمها ويصادقها من أب أو أم أو محرم.

3. تحتاج إلى حماية ودلال أحياناً حتى تشعر أنها صغيرة.

4. ليس من مصلحتها معاملتها بطريقة التحقيق أو مقابلة عنادها بالعناد.

5. منحها مقدارا من الثقة ولكن مع شيء من الحذر.

6. الاتفاق على خطة واحدة للتعامل معها حتى لا تستفيد سلباً من التناقضات.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه والمواظبة على ذكره وشكره، كما أرجو أن تكون إلى جوار بنت أختك حتى يرزقها الله بزوج صالح يوفر لها ما تحتاجه من العواطف والسكن والمودة والرحمة، ونسأل الله الهداية للجميع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً