السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

اختصار مشكلتي هي تنظيم الوقت، أريد أن أنظم وقتي بحيث أدرس بجد واجتهاد، وأقرأ القرآن وأحفظه وأطلع، بل وأقرأ كتباً كثيرة بعيدة عن دراستي، وأيضاً لا أحرم نفسي من متعة الحياة، ومن وقت فراغ، ووقت للزيارة والتنزه.

أتمنى أن أكون مثالية في تنظيم وقتي، هذا كل ما أريده، أتمنى أن تكونوا فهمتم ما أريده بالضبط.

ولكم جزيل الشكر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بتول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه لا يسأل عن تنظيم الوقت إلا الأذكياء الذين يدركون أن الوقت هو الحياة، والذين يفهمون قول النبي صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) فشكراً لك على هذا السؤال الذي يدل على الحرص والفطنة، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان بشرفهم أن يكونوا في خدمة الشباب والفتيات الذين هم أمل الأمة بعد توفيق الله وتأييده.

أما تنظيم الوقت فإنه يبدأ بأداء الصلوات، والتوجّه إلى رب الأرض والسماوات الموفق للخيرات، ثم بوضع برنامج معقول تكون فيه مساحة لأداء الواجبات الدراسية، ومساحة للتواصل مع الأهل، ويمكن أن يكون ذلك خلال فترات الاستراحة، وهذه نقطة مهمة في دفع الملل وفيها تجديد للنشاط، مع ضرورة أن يكون توزيع المواد بحسب أهميتها، ويمكن أن تجعلي مواد الحفظ في الصباح، ومواد الفهم في منتصف النهار، والمواد التي تحتاج للأمرين معاً في الفترة بعد العصر والليل، مع ضرورة تغيير الهيئة والمكان إذا شعرت بحاجتك لذلك.

أما البرنامج الشرعي، وأقصد به تلاوة شيء من القرآن أو تعلم حكم من الأحكام، فأرجو أن يتخلل لحظات البرنامج، ويمكن أن نسميه برنامجاً حراً، هذا في أيام الدراسة، ولكن في العطلات ينبغي أن تكون العلوم الشرعية هي صاحبة الحظ الأكبر من البرنامج، مع ضرورة أن تهتمي بالسماع والقرآة بعد استشارة المتخصصات في العلوم الشرعية؛ لأن ذلك يختصر الطريق؛ لأنه قد يوجد كتاب يغني عن كتب، كما أن من يستشير أهل الاختصاص يكون قد دخل البيوت من أبوابها.

وأرجو أن يكون البرنامج معقولاً ومقدوراً عليه، فإن العبرة ليست بالكثرة وازدحام البرنامج، ولكن العبرة في الاستمرار، والقليل الدائم خير من الكثير المنقطع، وأنا أعرف حلقة قرآن استمرت أكثر من أربعين سنة، حفظ أفرادها القرآن وفهموا معناه، وكانو يحفظون في كل يوم آية واحدة مع شرحها، ومات معظم أفرادها وهم مواظبون على البرنامج حتى آخر لحظة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.