الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صفات العالم الرباني الذي يؤخذ عنه العلم

السؤال

من هم العلماء الذين لا زالوا على قيد الحياة تنصحون بأخذ العلم عنهم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ غانم غانم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الخير في أمة النبي كثير، وذلك فضل من الله العلي القدير، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك الخير الكثير، وقد أحسنت فإن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم كما قال مالك رحمه الله، وقد كان ينتقي الأتقى والأخشى لله، وهكذا ينبغي أن يفعل المسلم حتى أن الإمام تابع أيوب السخستاني ثمانية أعوام وقيل عشرة، فلما وجده غزير الدمعة كثير الخشية قال مالك: الآن نأخذ عن أيوب، ثم قال: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. ونحن في الحقيقة نفضل ذكر مواصفات العالم الرباني تفادياً لذكر الأسماء، وهي كما يلي:

1. سلامة العقيدة والمنهج، وذلك بأن يكون شديد الاتباع لهدي رسولنا صلى الله عليه وسلم مع الأخذ عن السلف الذين أُخذ وأثر عنهم الدين، وكما قيل اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم.

2. سلامة الصدر لإخوانه وكثرة الوفاء والدعاء لسلف الأمة الأبرار، قال تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم).

3. الاهتمام بالمصادر الأصلية للشريعة المتمثلة في الكتاب والسنة مع الاهتمام بفهم سلف الأمة خاصة في القضايا الثابتة.

4. ظهور أثر العلم مثل الخشية والتواضع والوقار والسكينة.

5. العمل بالعلم، فإن العلم بلا عمل كشجرة بلا ثمرة.

6. الالتزام في المظهر بالسنة ورعاية الآداب الشرعية.

7. مواصلة طلب العلم والورع عند الفتيا، وأن يكون على لسانه لا أدري.

8. الثناء الطيب على إخوانه من العلماء وعدم تتبع عثراتهم.

9. الحرص على تبليغ الدين وتعليم الناس.

10. الزهد في الدنيا.

11. الاطلاع الواسع والثقافة العصرية مع التضلع في الجوانب الشرعية.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالاجتهاد في مجالسة العلماء ومزاحمتهم بالركب فإن الله يحيي القلوب الميتة بنور العلم، كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء.

ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً