الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرجوع إلى مشاهدة القنوات الإباحية والمناظر الهدامة بعد التوبة منها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إخواني الكرام في الشبكة الإسلامية! أرجو منكم أن تساعدوني في مشكلتي التي كلما فكرت فيها أحسست أن الله غاضب مني وبشدة؛ لأنني كل مرة أفعلها أستغفر ربي وأكررها مرة أخرى، وأحس بأن الله لن يغفر لي، ومشكلتي متمثلة في أنني لا أستطيع أن أمنع نفسي من مشاهدة بعض المناظر الهدامة في التلفاز، وأنا أثناء هذه المعصية أعرف أنها حرام، وقد حذرنا منها رسولنا الكريم، ولكني لا أعرف ماذا أفعل لأمنع نفسي من مشاهدة هذه المناظر.

أرجو منكم المساعدة، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الابن العزيز / MA حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسرنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يتوب عليك وأن يغفر لك، وأن يعينك على التخلص من تلك العادة المحرمة، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين.

وبخصوص ما ورد في برسالتك: فكم هو مؤسف حقاً أن يضحك الشيطان على رجل فاضل مثلك، وأن يباعد بينك وبين الله، وأن يجعلك تسقط من عين الله، وأن يزين لك ما حرم الله، وأن يوقعك في تلك المعصية اللعينة التي ما وقع فيها أحد إلا وخسر كثيراً من دينه وإسلامه. واعلم ولدي المبارك أنه لا يمكن لأحد أن يساعدك إذا لم تكن أنت على استعداد لمساعدة نفسك، فأنت الوحيد الذي يستطيع أن يساعد نفسه ويخرجها من هذا المستنقع المنتن، فلابد لك يابطل أن تعزم من كل قلبك وتستجمع قواك وتتخذ قراراً جريئاً وقوياً بأنه لا عودة لمعصية الله أبداً، ولا عودة لمشاهدة تلك المناظر المحرمة، وبأنك مسلم قوي الإيمان والعزيمة، تحب الله ورسوله ولن تغضب الله أبداً.

وعليك مع هذا العزم وتلك الإرادة بالدعاء والإلحاح على الله أن يثبتك على الحق، وأن يمن عليك بالاستقامة، وأن يتقبل توبتك. وابك من قلبك بين يدي الله، واسأله أن يعينك، وأن يتقبل توبتك، وأن يثبتك. كما أوصيك أيضاً بضرورة إخراج هذا الجهاز من غرفتك الخاصة، واجعله في مكان بارز يراه كل من معك؛ حتى لا تضعف وحدك، وضع لنفسك خطة تقلل بها فترة استعمالك له، وقبل فتحه حدد الهدف الذي تريده أولا، فإن كان للتسلية فلا تفتحه بعد ذلك، وأشغل نفسك بشيء هادف ومفيد ونافع، من حفظ ولو آية من القرآن يومياً، وقراءة بعض قصص الصالحين وغيرهم من الصحابة والسلف الصالح، وحاول النوم مبكراً، والمحافظة على الصلاة جماعة، وكذلك السنن الرواتب وغيرها، واطلب من والدك الدعاء لك لأن دعاء الوالدين لا يرد ويستجاب، واجتهد في الطاعات التي على رأسها الذكر والاسغفار والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم، وإن شاء الله سوف يمن الله عليك بالتوبة والاقلاع عن هذه المعصية مادمت صادقاً في توبتك.
ونحن في الموقع نشاركك الدعاء بأن يثبتك الله على الحق، وأن يتوب عليك، إنه جواد كريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا صالح

    شكرا جزيلا لكم :-)

  • رومانيا أم غسان

    الله يغفر لنا ولك ويثبتنا على الحق

  • ألمانيا يامسلم

    السلام عليكم اضيف جزاصغيراعلي هذه الإجابةالرائعة التزم اخي الفاضل بالصحبةالصالحةولوكنت من اشدالعصاةفستتغيربإذن الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً