الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالكآبة والضيق بسبب تحمل المسؤوليات في سن مبكرة

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع الرائع والمتميز، ونسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم، أما بعد:

مشكلتي هي أنني في المدة الأخيرة عانيت الكثير من الضغوطات والمسؤوليات الكبيرة التي لا تناسب سني أبداً 20 عاماً.

البيت كله مسؤوليتي، أبي مصابٌ بالسرطان، وقد توفي رحمه الله رحمةً واسعة، أخي الأكبر مصاب بالوسواس القهري والاكتئاب، حالياً هو تحت العلاج، وبالتالي أصبحت هذه الأمور تؤثر علي في دراستي وحياتي بشكل عام، وبالأخص نفسيتي بعد وفاة الوالد رحمه الله، فلقد عشت مرحلة صعبة من التفكير والوساوس وغيرها، حتى أصبحت أشعر بالكآبة والضيق، وبدأت تأتيني حالات غريبة مثل أنني أشعر أنني سأموت الآن، وسرعة ضربات القلب، وأشعر أنني مريض بالقلب والمعدة وغيرها، وفي الحقيقة إنني معافى بكامل صحتي والحمد لله، وأصبحت كثير التشاؤم، حتى وصلت لدرجة أنني عندما أرى أحد الأصدقاء أشعر في نفسي أنني آخر مرة أراه، بمعنى أني سأموت، وبشكل عام تفكيري بالموت كثيرٌ جداً، أصبحت في دراستي أدخل الامتحانات بدون دراسة، نيتي في الدراسة شبه معدومة، أشعر بملل من الحياة، لكن الحمد لله هذه الحالات قربتني من الله عز وجل أكثر، فلقد داومت على صلاة الجماعة والذكر والدعاء ولله الحمد.

ذهبت إلى دكتور نفساني ووصف لي دواء البروزاك، لكنني غير مرتاح لهذا الدواء، وأريد أن أُشفى بالإيمان والعقيدة الصحيحة، هل آخذ الدواء أو أبتعد عنه؟

أفيدوني بارك الله فيكم برأيكم في حالتي هذه، والمعذرة على التطويل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

من الجيد أنك تعلم أن شعورك بالمرض ليس هو المرض الحقيقي، وأنت متأكد من أن صحتك جيدة ولله الحمد.

وتحملك للمسؤولية في سن مبكر يعتبر من مصلحتك، فأنت اكتسبت خبرة وتجربة تفوق على الكثير ممن هم في سنك، وهذه نقطة تسجل في مصلحتك، ولا تنس أن في تحملك للمسؤولية أجرا كبيراً من الله، والمطلوب منك عمل التالي:

1- تخيل الأجر العظيم الذي ستحصل عليه من الله بما تقوم به من رعاية ومسؤولية تجاه الأسرة، واعمل لنفسك صورة مشرقة رائعة جميلة فيها الكثير من المشاعر الإيجابية.

2- اجعل هذه الصورة قريبة منك وكبيرة وملونة ومشرقة.

3- خذ نفساً عميقاً 3 مرات، وابعث الحياة في هذه الصورة.

4- ضع هذه الصورة أمامك يومياً قبل النوم، وأغمض عينيك وهي في ذهنك لمدة 21 يوماً.

كذلك أريدك أن تتذكر أوقاتا كنت فيها سعيداً جداً ومتفائلا في زمنك الماضي، وفي أي موقف (ولابد أن يكون لديك ذكرى مناسبة) وعش تلك اللحظات بتفاصيلها وأحداثها وكأنك تعيشها الآن.

ركز على الأشياء التي تراها، والأصوات التي تسمعها، والمشاعر التي تشعر بها، وتعلم من تلك التجربة معنى أن يكون الإنسان سعيداً ومتفائلاً، وأن الشعور بالسعادة والتفاؤل خيرٌ لك ولصحتك من المشاعر السلبية الأخرى، وتعلم كذلك وأنت تعيش هذه التجربة التي سبق أن عشتها أنه كما أمكنك أن تعيش لحظات سعادة وتفاؤل سابقاً فإنه يمكنك إعادة هذه التجربة الإيجابية في حياتك باختيارك متى ما شئت؛ لأنك أنت من عاش التجربة سابقاً وأنت بيدك الخيار، وتذكر دائماً "أنك تملك التحكم في عقلك فأنت مسؤول عن نتائج أفعالك".
أتمنى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق يارب نور دربي

    والله يا اخي من اتذكر الصور والمواقف القديمه الجميله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً