الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عصبية المزاج وضرب الأولاد

السؤال

السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ ثمان سنوات، ولي من الأولاد اثنان، زوجي طيب وهادئ، وإن كانت فيه بعض العيوب البسيطة التي لا يخلو منها البشر، ولكن مثلي لا يتحملها لأني عصبية، وإن تمالكت نفسي مرة فلا أستطيع في الثانية، وأنا سريعة الغضب ولا أحب الصوت العالي، ولا كثرة الحركة وكثرة الكلام، وهذا ما يفعله أطفالي، ولهذا دائماً أضربهم على الصغيرة والكبيرة، ودائماً أنهرهم عن اللعب حتى لا يحدثوا إزعاجاً، وحتى لا يلعبوا بترتيب المنزل الذي أحرص عليه أشد الحرص، فكيف السبيل للتخلص من هذه العصبية، والتخلص من ضربي لأولادي قبل أن يكرهوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أختي أم عمر: اعلمي أن الحياة الزوجية رأس مالها الحب، وهو مادة التعامل، وهو حب في الله وفي مرضاته، وما كان له دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.
فبدافع الحب في الله يحلو للمرأة أن تعمل كل ما يرضي الزوج، وتساعده على الارتقاء في مدارج التقى، وعلى التخلص من الشيطان ووساوسه، والابتعاد عن العصبية والغضب، وتعمل على التعامل مع زوجها وأولادها ببشاشة الوجه وابتسامة وعاطفة وحنان، وتجعل الزوج والأولاد يتقربون منها أكثر ويحبونها.
واعلمي يا أختي المباركة أن طاعة الزوج فيما يأمر به سراً وعلانية هو مجلبة للهناء والرضاء، والمخالفة له تولد الشحناء والبغضاء وتوجب النفور، وتفسد عواطف الإخاء وتنشئ القسوة في القلوب وتولد العصبية.
وتعلمي أن الأطفال يتعلمون من الأم كيف تتكلم وكيف تتصرف، سواءً كانت في صخب مزعج أو صوت خافت أم صوت معتدل، بل ويتعلمون ما يصحب ذلك من إشارات ورسائل التوضيح، والأم التي تملأ البيت صراخاً إنما تصب في هذا القالب المرذول من الصوت الصاخب أسلوب أبنائها في الحديث.
وهناك خطوات إن شاء الله تعالى تفيدك في حياتك الزوجية وهي:

1- أكثري من الدعاء وذكر الله تعالى وقراءة القرآن، فهذا يذهب عنك الغضب.

2- إذا كنت في حالة غضب فحاولي أن تتوضئي، فإنه لا يطفئ النار إلا الماء.

3- اعلمي أنك معهد التربية الذي يتربى فيه الطفل، وأي سلوك تقومين به ينقله عنك طفلك، فراقبي نفسك في كل سلوك.

4- إذا رأيت ما يغضبك فابتعدي عنه دون إثارة لأعصابك.

5- ابتعدي عن الأمور التي تقلقك والتزمي الابتسامة دائماً.

6- حاولي مراجعة أخصائي نفسي في حالة زيادة العصبية عندك؛ من أجل عمل جلسات مهدئة.

7- عالجي أخطاء أولادك بالابتسامة ولا تلجئي للضرب.

8- علمي أولادك الصراحة والصدق في الكلام، والابتعاد عن الكذب؛ لأن الغضب والضرب يولد لدى الطفل الخوف وضعف الشخصية.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً