الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاقبة عدم اختيار ذات الدين زوجة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله،    أما بعد:
لديّ مشكلة يصعب عليّ حلّها وترهقني، فأرجو منكم أن تساعدوني وجزاكم الله خيراً.
تزوجت منذ 6 أشهر من فتاةٍ في هذه البلاد الأوروبية، وأنا شاب ملتزم والحمد لله، كنت أعرف أنها لا تصلي ولا تصوم ولكنها تؤمن بالله، فتزوجت منها وكانت نيتي أن أبني وأصون نفسي وأصونها معي، وكنت أظن أنها ستتحسن معي وتحتاج فقط لمن يرشدها لطريق الهداية، خاصة أنني سأسكن بعيداً عن أهلها، وقد أبدت قبل الزواج كل لين ويسر وتعاون في كل شيء، (علماً أنها متجنسة هنا، وأنا عندي الإقامة من بلد أوروبي آخر)، ولكن الأمور بدأت بالتغير بعد الزواج، فمنذ بداية الزواج ونحن في مشاكل دائمة بسبب عدم طاعتها لي، ويعلم الله أني أدعوها للخير والصلاح، وكنت قد اشترطت عليها قبل الزواج بأن لا تلبس إلا اللباس الذي يرضيني، وتقول الآن إنني عاقلة، ويكفي ذلك لأن ألبس ما يرضيني، فهي تعمل في دائرةٍ حكومية..

الحق أنها تقوم بواجبات البيت وأنا أساعدها قدر الامكان، المشكلة الآن هي أنها لا تصلي ولا تستقيم ولا تؤمن بالقوامة، وقد جربت معها ما نص عليه القرآن (عدا الضرب لأنني شبه متأكد من أنها ستشتكي إلى الشرطة، خاصةً في هذا البلد الذي يكون الرجل فيه المذنب دائماً في قضايا الأسرة) فلم تزد الأوضاع إلا سوءً، حتى أنها قالت بأحاديث لا تقولها حتى الأوروبيات، خوفتها بالله، فقالت: لا أخاف من أحد، وقالت: إن القرآن لا يمكن تطبيقه الآن، أو عندما أقول رأي الشرع في موضوع تقول: إن هذه أفكار من العصر الحجري وهلم جرا، وبعد أن تكلمت مع أهلها أدركت أنهم جميعاً معها في الرأي، وعندها أدركت ما أنا فيه، وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم باختيار ذات الدين، وتذكرت نصائح الأصدقاء، والحالة التي أعيش فيها جعلتني محبطاً ولا أجد أي رغبة في عمل أى شىء، ولم أنم معها مند شهر تقريباً، لقد سئمت منها ومن عشرتها التي لا أجد فيها أي أمان للعيش في هدوء ولا الرغبة في تكوين أسرة مسلمة.

أرشدوني جزاكم الله خيراً، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل زياد               حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،    وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك بين أهلك وإخوانك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً مع دعواتنا لك بالتوفيق والسداد والهداية والثبات على الحق في هذه البلاد الغريبة، ونسأله تبارك وتعالى أن يمن عليك بصلاح زوجتك وهدايتها أو أن يرزقك خيراً منها.

أخي زياد: لعلك تدرك الآن أنك تدفع ثمن هذه التجربة التي لا أقول إنها فاشلة، وإنما تعلمت منها درساً مهماً، وهو ألا تخالف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أي أمر من الأمور؛ لأن عاقبة المعاصي والمخالفات دائماً إلى شؤم وخسارة، وضياع مال ووقت وعمر وجهد.

وعموماً قدر الله وما شاء الله فعل، وما عليك الآن إلا أن تعطي لنفسك مهلة لإصلاح هذه الزوجة، وأرى أن تستعين بغيرك من المسلمات الملتزمات لعل الله أن يهديها على أيديهم؛ لأن شاعر الحي أحياناً لا يطرب، فاستعن بالإخوة أو الأخوات الملتزمين عندك في دعوتها، وإذا لم يجدِ ذلك نفعاً، فأرى ألا تضيع وقتك معها مخافة أن تحمل فتكون أنت سبباً في تعاسة هذا الوليد وشقاءه، أنت الآن خفيف بلا تبعات، فإن لم تستقم فاتركها؛ لأن ما ذكرته من كلامها يدل على كفر صريح لا يقبل تأويلاً، اللهم إلا أن تكون جاهلة بحقيقة وخطورة ما تقول، لذا أنصح بتحديد مهلة غير طويلة، ومحاولة إصلاحها بنفسك أو عن طريقة غيرك، فإن لم تصلح فسرحها وابحث عن غيرها، والنساء غيرها كثير، وعليك كذلك بالدعاء لها بالهداية والتوفيق، عسى الله أن يستجيب دعاءك، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً