الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعامل الزوجة مع الزوجة الذي لا يصلي

السؤال

السلام عليكم.

زوجي لا يصلي أبداً، ويوم الجمعة يصلي لأنني أُلبس ابني الذي يبلغ من العمر أربع سنوات ملابسه لكي يستعجله لصلاة الجمعة، وقد تعبت معه، وهذا الشيء يبعدني عنه ويجعلني في بعض الأحيان أكرهه؛ لأنه طوال الوقت أمام الكمبيوتر أو يشاهد التلفزيون أو مع أصدقائه، وقد حاولت معه بكل الطرق دون جدوى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأسأل الله لكِ ولزوجك الثبات والهداية، وأن يجعلكم من البيوت المستقرة العارفة بالله والعاملة له، وأما عن سئوالك فلا أدري منذ متى وزوجك لا يصلي، هل منذ بداية حياتكم أم تغير بعد ذلك؟ نسأل الله له الهداية، وإليك هذه النقاط وأسأل الله أن ينفع بها:

1- كما أنكِ استطعتِ بهذه الحيلة الجميلة أن تدفعيه لصلاة الجمعة فواصلي البحث في وسائل أخرى، ولعلك أنتِ أعلم بهذه الوسائل.

2- أما عن قولك: (تعبت معه) فأرجو تأجيل هذه العبارة حتى لا تتوقفي عن النصيحة، والله عز وجل يقول: (( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ))[طه:132] فلابد لك من الصبر والمصابرة.

3- أما عن موضوع الكره والبعد، فالذي جاء في رسالتك هو في الحقيقة ليس حلا، بل قد يكون دافعا له لارتكاب بعض المخالفات، فعليك أن تكرهي السلوك وأن تكوني قريبة منه، وأن تعلني دائماً حبك له، ومن هنا سيكون التأثير بإذن الله.

4- إذا أذن المؤذن قومي أنتِ وابدئي بالوضوء والاستعداد للصلاة دون أن تأمريه، فهذ رسالة ضمنية له، وعليكِ أن تعلمي بأن كثيراً من الأزواج لا يتقبلون النصيحة من زوجاتهم.

5- لا تنسي عندما يعود من صلاة الجمعة اسأليه عن الخطبة وافتحي له قلبك ليتكلم وأبدي إعجابك به وهو يتحدث، اجعليه يشعر بأهمية كلامه لكِ، بعد ذلك ذكريه بما قال من باب الإعجاب لا من باب النصيحة، وأرجو أن تنتبهي لهذا الأمر، فإنه بالنسبة لكثير من الرجال مزعج جداً.

ولا تنسي الأمر الأهم من كل هذا: أن القلوب بيد الله عز وجل، فالدعاء له بالهداية خاصة ونحن في هذا الشهر المبارك، وضعي مصحفا صغيرا بالقرب من الكمبيوتر أو فوق التلفزيون، دون أن تشعريه بذلك، فإن للقرآن هيبته، فإنه بإذن الله سيكون مانعا له من النظر إلى الحرام، وحاولي أن تكوني معه وتحدثي معه وقدمي له عصيرا أو شيئاً من هذه الأمور الملطفة للجو.

وأخيراً ابحثي عن الزاوية الطيبة والخيرة في زوجك وادخلي إليه منها، وإياك من التأفف منه أو نقده أو حتى الحديث عنه مع أهلك أو مع صاحباتك، فإن الكلام سرعان ما ينتقل، ومن ثم ستكون هناك فجوة بينك وبينه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً