الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج بمن رفضه الأهل والهروب معه سراً

السؤال

تقدم لي رجل ذو خلق كريم وكبير، وهو إنسان محترم ومهذب، وأنا قد أعجبت بشخصيته، ولكن أهلي رفضوه لأنه من خارج بلدي، فأنا أردنية وهو سعودي، وهذا هو سبب الرفض، وعندي مشاكل كبيرة مع أهلي، ولم أعد أستطيع البقاء، فقد خطر في بالي أن أهرب من بيت أهلي وأتزوج بالرجل الذي تقدم لخطبتي، ولكن وردتني معلومات أن الزواج سيكون باطلاً؛ لأنه بدون موافقة الأهل، والتي تتزوج بدون أهلها يكون زواجها عرفاً.

هل هذا الشيء الصحيح؟ أم ماذا تنصحوني، أو أن أعدل عن فكرتي، وأرض بما كتب الله لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة / ليندا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك بين إخوانك، وكم يسعدنا ويشرح صدورنا اتصالك بنا، فكلنا آذانٌ صاغية نقدم لك كل عون ومساعدة في أي وقت وفي أي موضوع، فاتصلي بنا ولا تترددي، ونشكرك من أعماق قلوبنا على ثقتك الغالية بموقعك، ونسأله جل جلاله أن يجعلنا عند حسن ظنك، وأن يوفقنا دائماً لخدمتك وخدمة جميع الإخوة والأخوات، كما نتضرع إليه ونسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يصلح ما بينك وبين أهلك، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعته، وسبباً في سعادتك في الدنيا والآخرة، إنه جوادٌ كريم.

وأما بخصوص هروبك من بيتكم وزواجك من هذا الرجل الذي رفضه أهلك : فلا أتصور أبداً أن مثلك يفعل هذا مطلقاً مهما كانت الأسباب والدوافع، لسبب وحيد وبسيط هو أنك مسلمة تخاف الله وتحبه ولا تخالف أوامره، وغير ذلك فلا أعتقد أنك ترضين لنفسك أن تكوني أقل من غيرك من الفتيات اللواتي يتزوجن بطريقة طبيعية، ويعشن حياتهن مرفوعات الرأس، لا يشعرن بنقطة ضعف في حياتهن، ولا يتحرجن أمام الآخرين عندما تذكر فلانة مجلس رجال أو نساء بأنها باعت أهلها وتزوجت بعقد عرفي، فهي أشبه ما تكون بالعشيقة أو الخليلة منها إلى الزوجة المحترمة الفاضل التي يقدرها الجميع ويعرفون لها قدرها ومكانتها، حتى زوجها نفسه يشعر بأنها أصيلة ومن بيت محترم، وأنها لا تفرط في نسبها ولا حسبها مهما كانت الظروف والأسباب، لذا أنصحك بنتي العزيزة الغالية أن تعدلي عن هذه الفكرة تماماً، ولا تعالجي الخطأ بخطأ أشد منه وأفدح؛ لأن النار لا تطفئ النار، خاصةً وأنك علمت فعلاً أن هذا العقد يكون غير شرعي، وهو عقد باطل شرعاً، ولا يجوز مطلقاً، وأفضل أن تبحثي مع أهلك وسائل لحل مشاكلكم، واتركي عنك هذه الفكرة الشيطانية، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة.

الشيخ / موافي عزب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً