الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إهمال الزوج لنظافته، وتأثير ذلك على العلاقة الزوجية.

السؤال

السلام عليكم.

من المعروف أن الزوجة كما تتجمل وتتأنق لزوجها يجب على الزوج أن يتجمل أيضاً، ولكن المشكلة أن الزوج لا يهتم بنظافة بدنه، وأخاف على نفسي من الأمراض، كما أني أمتنع عنه لهذا السبب وأسباب أخرى، منها أنه لا ينصفني ولا يعطيني حقي ولا يرد لي مظلمتي عندما يتشاجر معي أحد الأبناء، وشخصيته ضعيفة لدرجة أنه لا يعاقبهم، فماذا أفعل؟!
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: (إني لأحب أن أتزين لامرأتي كما تتزين لي، ذلك لأن الله يقول: (( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ))[البقرة:228])، وإهمال بعض الرجال لنظافتهم وهندامهم يخالف هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي كان يبدأ بالسواك إذا دخل بيته، وكان يهتم بنظافته وشعره، ومنه نتعلم الآداب الجميلة والهدي الحسن صلى الله عليه وسلم.

وأرجو أن تلفتي نظره إلى هذا الجانب وتثني عليه كلما تقدم خطوة في الاتجاه الصحيح، وتبيني له حاجة الأنثى لهذا الأمر، وأرجو أن تختاري لكل ذلك الأوقات الفاضلة والألفاظ المناسبة، كما أرجو أن توصلوا هذه المشكلة لإمام المسجد ليحدث عن هذه الأمور بصورة عامة إذا كان ذلك ممكناً وسهلاً.

وأما بالنسبة لمشكلتك مع أولادك فإن هذا الأسلوب في التعامل يُلحق بهم الضرر والأذى، ويستفيدوا سلباً من التناقض الحاصل، ومن هنا فأرجو أن تتفقوا على خطة واحدة للتربية والتوجيه، وتذكروا أن الأبناء مطالبون بطاعة الأم وبطاعة الأب، وأن عصيانهم للأم لإرضاء الأب لا يخلوا من المخالفة، وهو أمر في منتهى الخطورة.

وكم تمنينا أن تذكري لنا نموذجاً لمشاكل الأولاد حتى نتعرف على أساليبكم في التعامل، وذلك الدلع مرفوض، والقسوة مرفوضة، والمنهج الصحيح وسط، وأخطر من كل ذلك أن يشد طرف ويتساهل الطرف الآخر، ونحن لا نوافق على العقوبة دائماً ولا نقبل بالتهاون والتساهل، وننصح زوجك برعاية مشاعرك وتشجيع الأولاد على برك والإحسان إليك وفي هذا مصلحة للزوج ولأبنائه.

وأما الامتناع عن فراش الزوج فإن ذلك لا ينبغي، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)، نسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الذنوب.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً