الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحفيظ الأطفال القرآن بين الشدة واللين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنني تعلمت القرآن وأعلم الأطفال، ولكني عندما كنت أحفظ كنت سريعة الحفظ، وعندما فتحت فصلا للأطفال لتعليم القرآن لم أعد أحفظ كما كنت؛ لأنني انشغلت بهم، فأعود مرهقة ولا أقوى على الحفظ، بل أحفظ قليلاً وببطء، ويأتيني أحياناً أشخاص يقولون لي: اضربيهم لكي يخافوا منك، ولا تكوني متساهلة، ولكني لست متساهلة بل أعاملهم كأني صديقة لهم كي يحبوا القرآن، ولا أريد أن أعاملهم بقسوة، وهم يدرسون جيداً، وأنا أدرس رواية قالون وحفص في نفس الوقت.

أفتوني في أمري وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدتني هذه الاستشارة، وأفرحني رفضك لطاعة من أمرك بالقسوة؛ وذلك لأن ثمارها مُرَّة وآثارها مضرَّة، وهنيئاً لك بهذا العمل، ولك البشرى بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك يشاركونك حمل هم هذا الدين، ونسأله تبارك وتعالى أن يحشرنا في زمرة النبي الكريم الذي بعثه الله في الأميين (( رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ))[الجمعة:2].

ولا شك أن التدريس صعب، ولكن فوائده متعدية وأجره كبير، وكل من يدرس على يديك سيكون بإذن الله في صحائف أعمالك، فعليك بالإخلاص لله تعالى، واعلمي أن تعليم القرآن من العبادات المتعدية النفع.

وقد أسعدني حرصك على ملاطفة الأطفال ومصادقتهم والقرب منهم، فإن هذا أسلوب طيب، خاصة إذا صحبه العدل وشيء من الحزم، وقبل ذلك الرفق؛ لأنه الأصل، (وما كان الرفق في شيء إلا زانه)، والمعلمة الناصحة تحب طالباتها وتتمنى لهنَّ الخير، وتسأل الله لهن الصلاح والنجاح ليكونوا في ميزان حسناتها.

علماً بأن الإنسان يستطيع أن ينال بالرفق واللطف والعدل ما لا يمكن أن ينال بالقسوة والشدة، وقد أحسن عمر بن عبد العزيز عندما رد من قال له من الولاة: "هؤلاء لا يصلحهم إلا السوط" فرد عليه عمر: "كذبت، يصلحهم العدل، فأقمه فيهم.. والسلام".

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، مع ضرورة تنظيم الوقت والتواصل مع الأهالي، ورعاية الظروف الفردية، والاهتمام بالطلاب، وكل هذه الأشياء من مفاتيح النجاح بعد توفيق الكريم الفتاح، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب هناء عياد

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً