الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عودة الرهاب بسبب إهمال مواصلة العلاج

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مشكلة الخوف من إمامة الناس أو إلقاء الخطب والكلمات؛ حيث تنتابني أعراض الخوف، وتزداد نبضات القلب والتعرق وضيق النفس، وقد عانيت سابقاً من نوبة هلع، ووصف لي الطبيب علاج الزيروكسات، وذلك قبل أربع سنوات وشُفيت بحمد الله.

وقد انقطعت عن العلاج منذ ثلاث سنوات، فلاحظت زوال أعراض الرهاب والخوف الاجتماعي؛ حيث استطعت في تلك الفترة أن أصلي بالناس وأخطب فيهم دون ظهور أي من تلك الأعراض، إلا أنني في الآونه الأخيرة بدأت أشعر بأن أعراض الرهاب الاجتماعي بدأت تعود، فهل هناك علاج مناسب وفعال لحالتي خلاف الزيروكسات؟! حيث إنه يسبب لي تأخراً شديداً في القذف إلى درجه محرجة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإنه يُعرف عن الرهاب الاجتماعي أنه ربما يرجع لبعض الناس، خاصة إذا أهمل الإنسان مواصلة العلاج السلوكي، ونسبة هذه الانتكاسات تقريباً خمسةٌ وعشرون إلى أربعين بالمائة، أرجو ألا يدعوك هذا الأمر للخوف أو عدم الطمأنينة، فأنت من الفئة التي سوف يتم لها الشفاء بإذن الله؛ لأن تجربتك كانت إيجابية جدّاً مع الدواء، ولا شك أن انفعالاتك النفسية تحسنت كثيراً في تلك الفترة، ولكن ربما تكون حدثت لك طمأنينة زائدة مما جعلك لا تواصل العلاج السلوكي الذي يقوم على المواجهة والإصرار على المواجهة.

عموماً: إن شاء الله فرصة شفائك هي عالية كما ذكرت لك، وأتفق معك تماماً أن الزيروكسات بالرغم من فعاليته إلا أنه ربما يؤخر القذف لدى بعض الرجال.

العلاج البديل والجيد هو عقار يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin)، ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، وهو لا يؤثر مطلقاً على الأداء الجنسي، وجرعته هي أن تبدأ بخمسين مليجراماً ليلاً - ويفضل تناوله بعد الأكل - واستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً، وهذه تعتبر جرعة كافية، وأنصحك أن تستمر عليها لمدة عام، وهذه المدة ليست طويلة، كما أن الجرعة ليست كبيرة؛ لأن الفافرين يمكن تناوله حتى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، ولكني لا أعتقد أنك في حاجة لهذه الجرعة.

بعد انقضاء العام خفف جرعة الفافرين إلى خمسين مليجراماً ليلاً، واستمر عليها أيضاً لمدة عام آخر كجرعة وقائية، وبجانب الفافرين هناك عقار بسيط يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol)، ويُعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، أوريدك أيضاً أن تتناوله بجرعة حبة واحدة – وعيار الحبة هو نصف مليجرام – صباحاً لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

الفلوناكسول دواء داعم للفافرين، وهو مزيل للقلق، والرهاب الاجتماعي هو أصلاً نوع من القلق، وهذه الأدوية سليمة وفعالة، والفافرين قد يسبب لك زيادة بسيطة في النوم في الأيام الأولى، ولكن بعد ذلك سوف تكون الأمور عادية بإذن الله.

أنت -والحمد لله- أنعم الله عليك بأن وهبك إمامة الناس وإلقاء الخطب، وهذه رسالة طيبة لابد أن تستشعر ذلك، ولابد أن تكون لك القدرة على المواجهة، واعلم أنك إن لم تكن لك المقدرة لما كنت في هذا المكان، فإذن أنت مطالب أن تقيم نفسك تقييماً إيجابياً، وهذا يجب أن يكون حافزاً لك، وأرجو أن تحقر فكرة الخوف وفكرة الرهبة، وذلك بتذكر ما حدث لك من تحسنٍ فيما مضى، وأن تتذكر أن الموضوع هو مجرد قلق، وليس هنالك ما يدعوك أبداً للقلق غير الضعف الإنساني، وهذا إن شاء الله سوف يزول تماماً.

ولا تتجنب أبداً الصلاة بالناس، وأؤكد لك أن ما تستشعره من أعراض خوف ورهبة وتسارع في ضربات القلب هو شعور مبالغ فيه، نحن لا ننكر أنه يوجد شيء من هذه الأعراض، ولكن ليس بالضخامة أو التجسيم الذي تلاحظه أنت، هذه حقيقة مهمة، وأؤكد لك أن الآخرين لا يشعرون بما تعاني منه، البعض يعتقد حين يتسارع قلبه كأن الآخرين سوف يشعرون بذلك، أو أنه يتلعثم أو أنه سوف يسقط أو أنه سوف يفقد السيطرة على الموقف، هذا كله ليس صحيحاً، أرجو أن تغير مفاهيمك في هذا السياق؛ لأن ذلك أيضاً جزء من العلاج السلوكي، نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع موقعك (إسلام ويب).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً