الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع أم الزوج لتفادي المشاكل معها؟

السؤال

لقد أتى الصيف وكلما اقترب كلما أنا أزداد قلقاً لأن أم زوجي تأتي لزيارتنا، ولماذا أنا خائفة لأنها عندما تأتي لزيارتنا تنقلب الأمور إلى جحيم وخصام ومشادات، حتى أني أحياناً أطلب الطلاق بسببها، إني مرعوبة جداً، وعندما لا تكون معنا تصبح حياتي أنا وزوجي جنة وسعادة دائماً ما شاء الله.

أرجوكم أرشدوني وجزاكم الله خيراً، مع العلم أني أعاملها أكثر من أمي، وأناديها بأمي، وألبي لها كل ما تطلبه برحب وفرحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / Saila حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا بدايةً أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، ويسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجعلك عوناً لزوجك على بر أمه والإحسان إليها وإكرامها، واعلمي أختاه أن من إكرام الرجل إكرام أمه والإحسان إليها، وإن هذا من المروءات التي حبذها الإسلام وحث عليها؛ لأنها نوع برٍ بالزوج، فإن زوجك بإكرامك لأمه وصبرك عليها سيزداد حبه لك وتقديره لهذا الجميل، لأننا وكما تعلمين أمرنا شرعاً بالإحسان إلى والدينا وبرهم والصبر على كل أذى منهم؛ لأننا مهما صنعنا لن نكافئهم، بل ولم ولن نرد إليهم أي قدر من حقهم إلينا وإكرامهم لنا.
وقد يبتلى الواحد منا بأم أو أب مزعج في بعض الأمور، خاصةً مع تقدم السن، فيا ترى ماذا نفعل؟ هل نقاطعهم ولا نستقبلهم في بيوتنا ولا نصبر عليهم؟ قطعاً أنت أول من يقول لا، إذن ما الحل؟ لا حل إلا الصبر والتماس الأعذار، وتقدير الظروف، ولنفرض أن هذه والدتك، وأنها بهذه الحالة من الإزعاج والتدخل في كل كبيرة وصغيرة، فما كنت ستفعلين معها ؟ نعم أنا معك أحياناً قد يتكلم الإنسان بشيءٍ من الصراحة والجرأة مع أمه، في حين أنك قد يصعب عليك هذا مع والدة زوجك؛ حرصاًَ على مشاعره واحتراماً وتقديراً له، فما الحل ؟

ليس أمامنا إلا الصبر الجميل ولا نملك غير هذا، ولهذا شدد فقال سبحانه وتعالى: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)، [الإسراء:23]، هذه الآية نزلت لمثل هذه الظروف التي أنت ووالدة زوجك فيها، فحاولي من الآن طرد هذه الروح الانهزامية والتحسسية، واعتبري أن القادمة هي أمك، وحاولي قبل النوم أن تكرري عدة مرات: القادمة أمي بمعدل 5 مرات يومياً لمدة شهر مثلاً، القادمة هي أمي، القادمة هي أمي، أنا أحب أم زوجي وهكذا؛ حتى تتغير عندك هذه النفسية، وتصبح نفسك فرحة ومستعدة لاستقبالها بلا مشاكل، وكلما حاول الشيطان أن يعكر صفوك فأقنعي نفسك بأن مدة إقامتها ليست طويلة، وأنه لابد من تحملها مهما كانت الظروف، وأكثري من الدعاء أن يشرح الله صدرك لاستقبالها، وأن يرزقك الصبر على كل ما يصدر منها، وألا يحرمك الأجر والمثوبة، واعلمي أن إكرامك لها وصبرك عليها سوف ترينه غداً في أولادك، عندما تصلين إلى سن مثل سن أم زوجك، فأبشري بخير، واعلمي أن الجزاء من جنس العمل، فقدمي الخير والمعروف اليوم لتجديه غداً في وقت أحوج ما تكونين إليه، ولا تنسي أن إحسانك لها وصبرك عليها سيقوي منزلتك عند زوجك، وسيزيد من تقديره لك، وبذلك ستعيشين سعيدةً في الدنيا مع زوجك المبارك، وتكسبين رضوان الله والمنزلة العالية عنده في الآخرة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً