الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاضطراب الوجداني الثنائي القطبية وكيفية علاجه

السؤال

أصيب زوجي منذ ثلاث سنوات تقريباً بحالة من الهوس والاضطراب استمرت لمدة يومين تقريباً، ثم ذهبنا به إلى الطبيب فشخص الحالة على أنها اضطراب ثنائي القطب، وتم حجزه بمستشفى أمراض نفسية لمدة (21) يوماً تقريباً، ثم خرج بعدها واستمر على العلاج الذي تم تخفيفه تدريجياً حتى وصل إلى قرصين (بريانيل) و(2/1 سافينيز) و(2/1كجينتول).

وهو يأخذ هذا العلاج منذ ثلاث سنوات تقريباً، وكان يصاب بنوبات من الاكتئاب فيصف له الطبيب (2/1 سوبرا ماكس) لمدة معينة ثم يوقفه عند عودة نشاطه، ومنذ سنة أصيب بنفس النوبات من الهوس والاضطراب ولكن لمدة بسيطة لا تتعدى يوماً، ثم وصف له (أولابكس) لمدة شهر، وهو الآن بصحة جيدة، فهل هناك خوف من ارتداد الحالة له بعد وقف العلاج؟ وما سبب ما حدث له رغم تناوله المنتظم للعلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الأمراض النفسية أو الذهانية المعروفة، وهذا المرض يتطلب العلاج والالتزام بالعلاج بعناية، والدراسات تشير أن الاستجابة الكاملة للعلاج يمكن الوصول إليها إذا كان المريض منضبطاً وملتزماً بعلاجه ويأخذ الجرعة الصحيحة.

ويعرف أن حوالي أربعين بالمائة من مرضى الاضطراب الثنائي القطبية يمكن شفاؤهم شفاءً تاماً إذا التزموا بالعلاج، ويعرف أن أربعين بالمائة ربما تنتابهم نوبات خفيفة وبسيطة حتى وإن كانوا على العلاج، وأعتقد أن الفاضل زوجك هو من هذه المجموعة، ونحن نضع هذه المجموعة أيضاً تحت المجموعة التي يمكن أن نقول: إنها أصبحت متوائمة أو وصلت لمرحلة الشفاء، والشفاء هنا يقاس بألا يعطل المرض الإنسان للدرجة التي تحرمه من واجباته المهنية والأسرية والاجتماعية.

بعد ذلك نقول: إن عشرين بالمائة من مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية تظل حالاتهم المرضية مستمرة مع تحسن طفيف، وهذه المجموعة تتطلب عناية خاصة، وهنالك الآن دراسات تشير أن إعطاء أدوية مثل عقار الدباكين Depakine والليثيم Lithium والتجراتول Tegretol مع بعضها قد تفيد هذه مجموعة من الناس، وهنالك أدوية أخرى كثيرة معروفة لدى الأطباء أيضاً يمكن أن تضاف في الحالات الشديدة، والحمد لله فزوجك ليس من هذه المجموعة.

إذن النوبات التي حدثت لزوجك أو النوبة البسيطة التي أصابته هي جزء من طبيعة هذا المرض، وكما ذكرت لك أن أربعين بالمائة قد تحدث لهم هذه الانتكاسات البسيطة.
الذي أرجوه منك هو تشجيع زوجك على تناول الدواء، هذا هو المحك والعامل الرئيس جدّاً الذي يحدد الشفاء من عدمه، ويجب أن تأخذي بالأسباب الأخذ التام ويجب أن تكوني مساندة لزوجك، ولابد أن أكون صريحاً معك أن هذا المرض يتطلب الاستمرار على الدواء لسنوات، ويجب أن يعامل المرض مثل معاملة السكر والضغط وغيره.

والمساندة لزوجك -كما ذكرت لك- ضرورية وهامة، وجزء من المساندة له أن يُشعر دائماً بأنه هو صاحب القوامة في المنزل، وأن يُشجع على القيام بكل واجباته الزوجية والاجتماعية كما ذكرت.

وختاماً: نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونشكركِ على اهتمامك بأمر زوجك، ونسأل الله له الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً