الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى إمكانية الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية الأولى

السؤال

أنا حامل بالشهر التاسع، وهذا يعتبر حملي الثاني حيث حملت في المرة الأولى بطفل، واكتشفت في الشهر الرابع أن رأسه غير مكتمل، ورفض الأطباء أن أنزله، فحملت به حتى الشهر التاسع، وأنجبته بولادة قيصرية، رغم أن وضعه في الحوض.

لكن المشكلة في الرحم أنه لم يفتح، فأنا لا أعرف هل الدكتورة استعجلت أم هذا قدري؟ أنا خائفة جداً أن أولد بالقيصري مرة أخرى، فماذا تنصحوني حتى ألد طبيعياً؟ علماً بأن الطفل الثاني والحمد لله سليم ومعافى، وقد ذهبت للدكتور فقال لي: إن الطفل رأسه تحت ومتجه للحوض، وممكن ينزل الحوض وقت الولادة، لكني خائفة من أن تتكرر مشكلة الرحم مرة أخرى.

يا ليت تريحوني، لأني تعبانة نفسياً، ودائماً أحلم بكوابيس من الخوف، حيث أني مصرية- أعيش في السعودية في أبها- ويقولون لي: إن الولادة تتأخر بسبب قلة الأكسجين، وخائفة أن الدكتورة تستعجل وتولدني قيصرية، يا ليت تفيدوني، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعوضك الله بكل خير عما حدث، وبارك لك في حملك هذا.

أختي الفاضلة: بما أن سبب القيصرية السابقة هو ليس ضيقاً في الحوض أو ليس سبباً ثابتاً، لذلك إن كان الجنين عندك الآن بوضع مناسب ورأسه في الحوض ووزنه مناسب، فيجب أن تأخذي فرصتك بالولادة الطبيعية، بمعنى أنه يجب أن تسمح لك بتجربة أن تلدي بشكل طبيعي، ولكن تحت مراقبة دقيقة وفي المستشفى، ولا مانع من مساعدتك إن لم يفتح الرحم ببعض المحرضات أو الطلق الصناعي، والانتظار لفترة، طالما أن الجنين بحالة جيدة، وكذلك أنت، والحمد لله.

فلا يمكن الحكم وأخذ القرار من الآن، بل يجب أن تتركي ليأتي ألم الولادة، ومن ثم يتم أخذ القرار، فإن كان كل شيء يسير بشكل طبيعي وسليم بالنسبة لك وللجنين، فيمكن أن تلدي بشكل طبيعي بإذن الله، لكن إن حدث أي شيء طارئ - لا قدر الله- فيجب إجراء العملية القيصرية.

بعض الأطباء لا يفضلون إعطاء فرصة للسيدة التي سبق وأجري لها عملية قيصرية مطلقاً، ويقررون لها عملية فوراً بدون محاولة الولادة الطبيعية، والبعض الآخر ينتظر ويعطي السيدة فرصة للولادة الطبيعية مع وضع السيدة والجنين تحت المراقبة في غرفة الولادة بحيث لو حدث أمر يستدعي العملية تكون جاهزة لها، أما إن سارت الأمور بشكل طبيعي فتلد السيدة بشكل طبيعي.

وكل المستشفيات التعليمية الكبيرة والأكاديمية تعطي فرصة للولادة الطبيعية بعد القيصرية الواحدة كما هو الحال عندك (وأقول فرصة ولكن ليست مضمونة) وهذا هو الأمر الصحيح والعلمي الذي يجب أن يتم دائماً؛ لأنه وفي حالة عدم وجود سبب دائم وثابت عند السيدة كضيق الحوض مثلاً فإن احتمال الولادة الطبيعية بعد العملية القيصرية الواحدة هو بنسبة (70%) وهي نسبة عالية، ويجب عدم تضييعها إن لم يكن هنالك سبب؛ لأن الولادة الطبيعية هي أفضل دائماً للأم وللجنين.

ولكن يجب دوماً أن تعرف السيدة بأن إعطاءها فرصة الولادة الطبيعية لا يعني دوماً أن الولادة الطبيعية ستنجح حتى لو كان الرأس في الحوض والحوض واسع، بل هي استفادة من هذه النسبة السابقة أي (70%) وهي نسبة عالية.

لذلك نصيحتي لك هي أن تبحثي عن طبيبة ممن يعطون السيدة الفرصة بالولادة الطبيعية، وتكون متواجدة معك وقت الولادة، والاتفاق المسبق معها على ذلك، بحيث تكون ملمةً تماماً بحالتك.

هذا يا عزيزتي أفضل من أن تتركي الأمر لآخر لحظة حيث قد يتواجد طبيب أو طبيبة لا يعرف عن حالتك، وإن لم تتمكني من الاتفاق مع طبيبة فعليك بالتوجه إلى مستشفى جامعي أو تعليمي للولادة، فهناك بالتأكيد سيعطونك فرصة للولادة الطبيعية، إن شاء الله تعالى.

نسأل الله العلي القدير أن يتم حملك وولادتك على خير، وأن يرزقك الذرية الصالحة والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً