الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية علاج نوبات الاضطراب الفزعي المصحوب برعشة وخفقان في القلب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري واحد وعشرون سنة، في أحد الأيام حدث لي خوف ورعشة وخفقان في القلب وضربات سريعة أدت إلى خوف مستمر -والحمد لله- عدت هذه المرحلة؛ لأني كنت أشك أني مصاب في قلبي وأكد لي الطبيب أني سليم -والحمد لله- وبعد أن عدت هذه المرحلة بدأت تظهر وساوس فظيعة واكتئاب وشفيت من الاكتئاب، والوساوس بدأت تستمر، ولا أدرى كيف أتجنب هذه الوساوس الفظيعة التي تأتي إليّ؟

أرجو وصف عقار ليس له آثار جانبية.

والله المستعان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن النوبة الأولى التي حدثت لك والتي اتسمت بحدوث خوف شديد ورعشة وخفقان في القلب هي نوع من القلق النفسي الحاد، وتسمى طبياً بنوبات الهلع أو الهرع أو الاضطراب الفزعي، وهي كما ذكرت لك حالة من القلق المفاجئ، ربما تكون تسببت فيها أسباب حتى وإن كانت بسيطة، ولكن في بعض الأحيان لا نجد أي سبب ظاهر لحدوث هذه الحالة، لذا يُفسر بعض الأطباء مثل هذه الحالات بأنها تنتج بأن الإنسان الذي يُصاب بها في الأصل لديه استعداد للقلق والتوتر الزائد عن اللزوم.

أنت ذكرت بعد ذلك أنك -الحمد لله- قد أصبحت مطمئناً بعد أن أكد لك الطبيب أن قلبك سليم، وهذا شيء جيد؛ لأن معظم مرضى نوبات الهرع يُصابون بشيءٍ من التوهم المرضي حول مرض القلب.

ما وصفته باكتئاب ووساوس وأن الاكتئاب قد شُفي وبقيت الوساوس، فالعلاقة بين الاضطراب الفزعي أو نوبات الهرع والقلق والوساوس والمخاوف وكذلك الاكتئاب هو ارتباط وثيق جدّاً، وكلها تندرج تحت ما يسمى بالاضطرابات الوجدانية.

أنت لم تتحدث كثيراً عن الوسواس هل هو في شكل أفكار أم في شكل أفعال، لكن عموماً أيّاً كان نوعه أنصحك بأن تتجاهله، بأن تقوم بفعل ما هو مضاد له، وأن تعرف أن الوساوس بصفةٍ عامة تكون متسلطة على الإنسان ويعترف الإنسان تماماً بسخفها، وبناء على ذلك يمكن تحقيرها وطردها ومقاومتها وتجاهلها ومواجهتها على هذه الأسس.

بجانب ذلك سوف أصف لك -إن شاء الله- دواء، وأقول لك نعم أنه توجد أدوية فعالة وممتازة وليس لها آثار جانبية مضرة.

الدواء الذي أفضله في حالتك هو العقار الذي يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، وله عدة أسماء تجارية أخرى غير البروزاك، وذلك حسب الدولة التي أنتجت الدواء، فمثلاً في مصر يسمى (فلوزاك).

الذي أرجوه هو أن تطلب من الصيدلي الدواء ومسماه العلمي (فلوكستين)، وأريدك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجراماً، وهذه جرعة بسيطة، تناولها بعد الأكل، ولن تشعر -إن شاء الله- بأي آثار جانبية سلبية، استمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، حيث إن هذه هي المدة المطلوبة، وبعد انقضاء الستة أشهر خفض الجرعة إلى كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء سليم وممتاز وغير إدماني وسوف يفيدك -إن شاء الله تعالى- وحتى تدعم فعالية هذا الدواء لابد من تحقير الوساوس وتجاهلها، وتذكر أنك الحمد لله تعالى قد شُفيت من نوبات الهرع وكذلك من الاكتئاب، وسوف تُشفى بإذن الله تعالى من الوساوس، وأنصحك بأن تجتهد في دراستك وأن تستثمر وقتك وأن تسعى لأن تكون من المتميزين، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

لمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003 ).


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً