الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام وطنين في الأذن وصداع وتحسس من الأصوات العالية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:

فأشكر القائمين على هذا الموقع المبارك، وأسأل الله العلي القدير أن يجزل لهم المثوبة ويجعل كل ما يقومون به في ميزان حسناتهم.

معاناتي بدأت حينما كنت مدمناً على سماع الأغاني عن طريق سماعة الكمبيوتر أو الجوال وبأصواتٍ عالية، في البداية كنت أشعر بضغط خفيف في الأذنين عندما يكون الصوت عالياً فقط، ثم تطور الأمر وأصبحت أشعر بذلك حتى لو كان الصوت منخفضاً، وتطور الأمر فأصبح ذلك الضغط الذي يصيب الأذن يتحول إلى آلام وصداع ونبض في الأذنين وطنين، وحينما أصرخ أو أتعرض للأصوات العنيفة مثل الضرب بالمطرقة أو غلق الباب بقوة أشعر وكأن الأذنين ارتجت أو اضطربت، وتشتد هذه الأعراض حينما أصاب بالزكام أو التهاب الحلق أو النوم لفترة طويلة، وأشعر أحياناً بطقطقة حينما أفتح فمي، وأصبحت في الآونة الأخيرة أشعر بتلك الأعراض حتى لو لم أتعرض للأصوات العالية، خصوصاً بعد النوم لفترات طويلة.

ذهبت إلى الطبيب وقمنا بعمل تخطيط للسمع فاتضح أن لدي تلفاً بسيط في أعصاب الأذنين، وضعفاً بسيطاً في السمع (أقل من المتوسط) بسبب الأصوات المزعجة، ووصف لي بخاخ (Nazunex) (نازونيكس) واستعملته عن طريق الأنف لمدة ثلاثة أشهر للتخفيف من بعض الأعراض، ولكن لم أشعر بأي تحسن، ثم راجعت الطبيب مرة أخرى وأخبرني أن ما أعاني منه لا يمكن علاجه وعلي أن أتكيف مع هذا الوضع، وقام بتحويلي إلى استشاري الصمم ليصف لي بعض السماعات أو السدادات التي تخفف من تعرض الأذن للأصوات العالية.

الآن أنا أمر بحالة نفسية سيئة، وليست مشكلتي في ضعف السمع فهو بسيط ولا أكاد أشعر به، المشكلة تكمن في أنني أتحسس من الأصوات العالية وأتأذى منها خصوصاً أصوات الأجهزة مثل التلفزيون والكمبيوتر والمسجل، وغير قادر على التكيف مع هذا الوضع والعيش بشكل طبيعي، وإلى الآن لم يحن موعد استشاري الصمم، لذلك أحببت أن أتأكد هل ما أخبرني به الطبيب من عدم إمكانية علاج حالتي صحيح وأنني سأبقى مدى الحياة أتأذى من الأصوات العالية؟

أرجو الإجابة في أسرع وقت، وآسف جداً على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاستخدام السماعات سواء الكمبيوتر أو الجوال لفترات طويلة له تأثير سلبي على الأذن، وكذلك الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن الجوال تسبب آلاماً شديدة بالأذن وطنيناً، ولذا يجب استخدام هذه السماعات والمحمول في أضيق نطاق ممكن، وكذلك إبعاد المحمول عنا في حالة عدم الاستخدام، فمثلا أثناء النوم يوضع خارج الغرفة حتى نقلل من تأثير الموجات الكهرومغناطيسية التي تنبعث منه حتى في حالة عدم استخدامه.

وأما عن تأذيك من سماع الأصوات العالية وخاصة الصادرة من أجهزة الكمبيوتر والتليفزيون والمسجل والتي أدمنت سماع الأغاني عليها، فلعلها رحمة من الله عز وجل وتذكرة، حتى تتدارك أمرك وتمتنع عن سماع مثل هذه الأشياء التي قد تكون محرمة أو في أقل أحوالها أنها تشغلك عن ذكر الله، ولعلك لو بدأت من الآن في الامتناع عن هذه الأصوات الصاخبة واستبدلتها بما هو خير منها من ذكر الله وآيات من كتاب الله بصوت هادىء رخيم لكان خيراً لك في الدنيا والآخرة، ومع الوقت سوف يتلاشى تأذيك من الأصوات العالية بإذن الله تعالى، وببركة القرآن وسماعه تعيش بشكل طبيعي، ولكن في كنف الله وطاعة الله، ولن تحتاج لسماعات إلا إذا نصح استشاري السمعيات بذلك، والذي يجب أن تراجعه ليطمئنك على أذنك بإذن الله تعالى.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب عبدالحميد

    السلام عليكم ورحمة الله

    أخي الفاضل أقسم أن حالتك هي نفس حالتي.
    الحمد لله على كل حال

    و السلام عليكم.

  • المملكة المتحدة سلوم

    انا معايا نفس اعراضك اللي يقول مرض مينيير واللي يقول مو مرض مينيير والى الان مو عارفه اتعايش مع الوضع ومع اطفالي اصواتهم عاليه قد يكون صوتهم طبيعي ولكن انا لم اتحمل الاصوات ابداا

  • تونس جاسم من تونس

    حالتك مثل حالتي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً