الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يهينني أمام والدته ويخبرهم بكل أمورنا.

السؤال

السلام عليكم..

أنا متزوجة منذ سنة ونصف، وأعاني من كثرة الخلافات الزوجية، وأعرف تماماً أن الحياة الزوجية ليست على وتيرة واحدة، ولكن المشكلة أن زوجي أثناء الخلاف يهينني دائماً ويشتمني ويتطاول علي، وهذه الأمور تزعجني كثيراً.

وذات مره تطاول علي ووصل به الأمر أنه أهانني أمام والدته، وكاد أن يضربني أمامها، وأهان أهلي وذكر أمامها أنه أساء الاختيار، ووالدته دائماً تتدخل في مشاكلنا.

كما أني أعاني من دلعه الشديد، فهو مدلل جداً، وأي مشكلة تحدث بيني وبينه وأي سر دائماً فأهله على علم به، ونحن نسكن معهم في نفس البيت، فأريد حلاً للمشكلة؛ لأن هذه الأمور تزعجني كثيراً، وأحب أن أشير إلى أنني تحدثت معه كثيراً بخصوص حل المشكلة بيني وبينه فقط وعن الإهانة، لكن لا فائدة، وعلمت في النهاية أن هذا أسلوب تربيته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت ذكرت بين السطور أمراً هاماً، ألا وهو قناعتك بأن الحياة الزوجية لابد أن تتخللها بعض المواقف والخلافات، فهي كما قلت ليست على وتيرة واحدة، وهذه سنة الحياة، ولكن هذه المواقف والخلافات البسيطة كما يسمونها ملح الحياة الزوجية، فهي تجدد في نفوسنا وفي حياتنا الشيء الكثير، وتزيدنا قرباً وتفاهماً، كما أنك حللت السبب بطريقتك الخاصة أو بسبب قربك منه على حد قولك (أنه شديد الدلع) وأن هذا أسلوب تربيته، فإذن أنت ملمة بأسباب المشكلة.

عزيزتي: إن بعض المشاكل قد نستطيع أن نتغلب عليها بفضل الله وتزول تماماً، وبعضها نحاول أن نتعايش معها، مع اتخاذ الحيطة والحذر في التعامل، حتى نخفف جزءاً كبيراً منها.

أنت ذكرت أنه يهينك ويشتمك أثناء الخلاف، فحاولي قدر الإمكان أن تكوني هادئة حين يثور، لا تحاولي استفزازه، ولا تدخلي معه في نقاش أمام الآخرين، حافظي على توازنك واحتوي الموقف، وحينها ستكونين أنت الفائزة وسيعود للاعتذار، ولا تناقشيه في الموضوع ولا تحاوريه إلا عندما يكون هادئاً، وتكون العلاقة بينكما ودية وحميمية.

كونه قال لك (أسأت الاختيار) فهذا لا يعني أنه يقصد ما يقول؛ لأنه حين قاله كان في حالة غضب، خاصة لمن يستسلمون للغضب، وكأنهم يدعون الغضب هو الذي يتكلم فهم لا يعون ما يقولون.

بالنسبة لتدخل والدته فأنت لم توضحي إذا كان تدخلها إيجابياً أم سليباً، فإذا كان إيجابياً فستكون سنداً لك، لاسيما أنها والدته ولها كلمة عليه، وإذا كنت ترينه سلبياً، فقد لا يكون كذلك، ولكن بسبب حالتك المضطربة في ذلك الوقت، وعلى ما يبدو أنك تثورين في تلك المواقف، فإذا كان دورها سلبياً فعلاً فحاولي جاهدة بأن لا تدخلي مع زوجك في خلاف أمامها إطلاقاً، حتى لو بدأ يهاجم، انسحبي بهدوء من المكان، وإياك أن تفسري هذا الموقف بالسلبية أو الضعف، بل أنت هنا في قمة الإيجابية وقوة الشخصية.

حاولي أن تدفعيه أو تسعتيني بمن يؤثر عليه لحضور بعض الدورات، وسماع الأشرطة عن العلاقات الزوجية، وأسلوب الحوار بين الزوجين، واحضري أنت كذلك دورات لفن احتواء المشكلات الزوجية، اسمعي الأشرطة، واقرئي كتبا في هذا المجال، وكوني على علم بأن السنوات الأولى من عمر الزوجين تكثر فيها الخلافات والمواقف، فهي مرحلة التعارف بينهما حيث تبدو الفوارق والخلافات، وقد تكون لأسباب تافهة جداً، ولكن يبقى الدور عليهما في احتواء هذه المشاكل وتقبل كل منهما للآخر، وبعدها تأتي مرحلة التكاتف، ويفهم كل منهما الآخر تماماً ويتعلق به أكثر فأكثر، وختاماً أتمنى لكما حياة سعيدة وذرية صالحة.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً