الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توصيف الحركات اللاإرادية لدى الطفل أول النوم وسرعة الانفعال لتناول علاج التشنج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي طبي يتعلق بابني: عمره (4) سنوات، فمنذ اليوم الثامن أصيب بتشنج، وعلى إثرها نقل إلى المستشفى، والتشنج ليس حرارياً، وإنما تشنج عادي عبر حركات لاإرادية بالأطراف، وكتب له دواء "فينوبار" لمدة سنة كاملة، وأصبحت حالته أفضل، ولكن نلاحظ أن أول النوم تحدث حركات لاإرادية بأطراف اليدين والرجلين، وتزول عند التعمق بالنوم، ويمارس حياته طبيعياً بعد أن يصحو من النوم، علماً أن المستشفى عمل له كل التحاليل والأشعة على الرأس وعلى الدماغ، وكل شيء كان - بفضل الله – سليماً، ولكن أشعر أن الولد سريع الانفعال، وكذلك سريع التعب بشكل غير ملحوظ مقارنة ببعض أقرانه.

السؤال: هل من خوف أن يرجع التشنج للولد؟ وهل يحتاج إلى دواء معين وعرضه مجدداً على متخصص، أم أن هذه الحركات أول النوم طبيعية ولا تدعو للقلق؟

أنتظر الإجابة بفارغ الصبر؛ فالموضوع جد مهم، وثقتي بكم كبيرة بعد الله سبحانه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فما دامت التحاليل الطبية كلها سليمة وتخطيط الدماغ لم يوضح وجود أي نشاط واضطراب صرعي؛ فهذه كلها مبشرات أن الطفل الآن بحالة صحية جيدة، وأن استجابته للعلاج كانت ممتازة.

ووجود الحركات اللاإرادية قبل النوم نشاهدها لدى الكثير من الأطفال، وهي لا تدل أبداً على وجود هذا النشاط الصرعي.

فيا أخي الكريم! لا تنزعج لهذا الأمر، فقط الذي أرجوه هو أن تراجع الطبيب المختص في أمراض الأعصاب لدى الأطفال، وتكون مراجعتك مرة واحدة كل ثلاثة أشهر خلال السنتين القادمتين، هذا هو الأفضل، وهذه الحالات حقيقة كما ذكرت لك تعالج بواسطة المتابعة والمراقبة وليس أكثر من ذلك.

احتمال أن ترجع التشنجات لا شك أنه وارد، ولكن هذا الاحتمال ضعيف جدّاً بإذن الله تعالى، الاحتمال الأكبر هو أن لا ترجع له التشنجات، ونسأل الله تعالى أن يكون هذا هو الأمر بالنسبة له.

في هذه المرحلة لا أعتقد أنه في حاجة لدواء معين؛ لأنه سليم من وجود أي نشاط صرعي، وهذه الحركات قبل النوم هي حركات طبيعية وهي عبارة عن تقلصات عضلية طرفية خارجية وليس أكثر من ذلك، ولا تدعو لأي نوع من القلق.

بالنسبة للانفعالات السريعة لدى الطفل هذه غالباً تكون من علاج (الفينوبار)، الفينوبار قد يؤدي إلى انفعالات عكسية، بالرغم من أنه دواء مهدئ إلا أنه ربما يزيد من الانفعالات السلبية لدى بعض الأطفال، وحتى الميول للعدوانية أيضاً قد سُجلت ولكن في حالات نادرة، وهذه سوف تتلاشى.

فيا أخي الكريم! لا تنزعج لهذا، هذه أحد التفسيرات، أي تأثير الفينوبار.

التفسير الثاني: هو أن العلة الدماغية أو البؤرة الدماغية الموجودة أدت إلى حدوث التشنجات الصرعية، وفي نفس الوقت هذه البؤرة أيضاً هي التي تؤدي إلى زيادة الانفعالات لدى الطفل.

والأمر الثالث: هو أن الطفل ربما يكون استفاد واستأثر بالمعاملة الخاصة التي وجدها، وهذا شيء طبيعي أن الطفل حينما تكون لديه علة مرضية تُقدم له الكثير من العناية والاهتمام به وتلبى طلباته، وهذا قد يخلق أيضاً شيئاً من الانفعالية لدى الطفل ويكون سريع الإثارة، ويريد أن تتحقق رغباته بسرعة ويحاول دائماً أن يفرض ذاته.

أفضل علاج لهذه التصرفات هو تجاهلها، ومحاولة تشجيع الطفل، وفي نفس الوقت يجب أن نجعله يستغل وضعه الخاص، وأعني بذلك بأنه إذا تعود على معاملة خاصة وعناية من نوع معين سوف يطالب بالمزيد، هذا ليس نوعاً من التمرد وليس نوعاً من التصنع، ولكنه جزء من طبيعة البشر السلوكية، فأرجو أن تعاملوا الطفل معاملة متوازية متوازنة، أرجو أن يعامل معاملة عادية، ولابد أن يكون هنالك التزام بالشروط التربوية المعروفة.

خلاصة الأمر هي أن لا تقلق على الطفل ولكن المتابعة ضرورية، أما الحركات التي تصدر فأعتقد أنها تقلصات عضلية خارجية وليس أكثر من ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً