الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة التأتأة أرقتني كثيراً في دراستي الجامعية

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب جاوز عمري عشرين سنة، أعاني من مشكلة التأتأة، وهذه المشكلة تؤرقني وتشكل لي عائقاً كبيراً في دراستي الجامعية وعدم حصولي على نقاط جيدة، وبعض المرات أضطر للغياب في حال كانت هناك مناقشة جماعية لمحور ما أو أن يطلب مني إلقاء عرض أو بحث ما أمام الطلبة من الجنسين.

علماً بأني أتحدث بطلاقة بنسبة 70% حين أكون مع أهلي أو أقرب المقربين لي، لكن حين أحادث شخصاً غريباً علي أو أكون مع جماعة تحدث لي التأتأة.

أعانكم الله وأثابكم على مساعدتكم لمسلمي الأمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد الماجدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن التأتأة أكثر شيوعاً وسط الذكور مقارنة بالإناث، ويلاحظ أنها توجد في بعض الأسر، وهذا يدل على أن الاستعداد الوراثي قد يلعب فيها دوراً، معظم الذين يعانون من التأتأة تزداد لديهم في المواقف التي تزيد من نسبة القلق عندهم، مثل المواجهة، أو التفاعل والتحدث مع الغرباء.

التأتأة يمكن أن تعالج بنسبة كبيرة جدّاً، والذي أنصحك به هو اتباع الآتي:

1) يجب ألا تعطي الموضوع أهمية كبرى، ولا تعتقد مطلقاً أن وجود هذه التأتأة سوف يخل بشخصيتك أو مركزك الاجتماعي أو مستواك الدراسي.
2) يجب ألا تنسى أن الناس لديهم أيضاً عيوب وإن لم تظهر على السطح، لا تتخيل نفسك أنك الوحيد الذي تعاني من هذه المشكلة، فهنالك من يعاني منها مثلك، وهنالك أيضاً من لديه مشاكل وصعوبات أخرى ولكن قد لا تظهر للعيان ولا يُفصح عنها من جانب الشخص.
3) حين تواجه أي مجموعة من الناس حاول أن ترجعهم إلى إنسانيتهم وأنهم بشر مثلك وهم لحم ودم وليس هنالك أبداً ما يجعلك تخافهم أو ترهبهم.
4) تذكر أن لحظات العرض الذي سوف تقدمه أو البحث أو المحاضرة أو الدراسة هو وقت محدود، وأنت لن تقف أمام هؤلاء الناس تخاطبهم عشر ساعات مثلاً، هي دقائق أو ساعة أقل أو أكثر ثم ينتهي الأمر.
5) إذا لم تكن مكان ثقة وتقدير فلن يُطلب منك أي شيء في المقام الأول.
6) تذكر دائماً أن ظهورك وبروزك لإمكانياتك ومهاراتك أمام الآخرين هو وسيلة علاجية طيبة فلماذا تضيعها؟ كل هذه تسمى بتصحيح المفاهيم من خلال التفكير المعرفي.

هنالك علاجات تطبيقية أخرى، أرجو أن تتبعها:

أولاً: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء تساعد في إزالة التأتأة؛ لأن التأتأة مرتبطة بالقلق خاصة في مثل حالتك، والاسترخاء مضاد للقلق ولا شك في ذلك، فعليك بتطبيق هذه التمارين، بأن تجلس على كرسي مريح داخل الغرفة، ويجب ألا تكون هنالك أي ضوضاء أو إزعاج حولك، واجعل الإضاءة خافتة في الغرفة، ثم أغمض عينيك بعد ذلك وتأمل في حدث سعيد حدث فيما مضى، وأنت في قمة التركيز خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلئ بالهواء، وأمسك الهواء في صدرك لفترة قليلة، ثم أخرجه أيضاً بكل قوة وبطء عن طريق الفم.

هذا التمرين يعاد خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح والمساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك يمكنك أن تمارسه مرة أو مرتين في اليوم حسب استطاعتك.

ثانياً: إذا كانت لديك صعوبة في نطق أي حروف معينة، فأرجو أن تختار كلمات تبدأ بهذه الأحرف، فقل على سبيل المثال مثلاً حرف الراء، فعليك أن تختار خمسين كلمة تبدأ بهذا الحرف، وخمسين كلمة يتوسطها حرف الراء، وخمسين كلمة تنتهي بحرف الراء.

حاول أن تكرر هذه الكلمات بصوتٍ عالٍ، وبعد ذلك أدخل عدد هذه الكلمات في جُمل، ويمكنك أن تسجل ما تقوم بنطقه ثم بعد ذلك تستمتع لنفسك مرة أخرى وسوف تجد أن أداءك ونطقك وإخراجك للحروف جيد جدّاً، وإن ظهرت هنالك عثرات أو تلعثم أو تأتأة فيمكن أن تعيد التسجيل وتستمع له مرة أخرى.

ثالثاً: لا شك أن قراءة القرآن الكريم وتعلمه في الحلقات يساعد كثيراً في علاج التأتأة، وعليك أن تستفيد من معلّم الحلقة في إخراج الحروف.

رابعاً: إذا أردت أن تتواصل مع أخصائي النطق والمخاطبة هذا أيضاً سوف يساعدك إن شاء الله تعالى.

خامساً: أود أن أصف لك أحد الأدوية التي تستعمل لعلاج القلق المرتبط بالتأتأة مما يحد من شدتها ويخففها أو ربما يزيلها بإذن الله تعالى.

الدواء يعرف (هلوبريدول Haloperidol)، أرجو أن تتناوله بجرعة نصف مليجرام صباحاً ومساء، وهناك دواء آخر يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علمياً باسم (امبرمين Imipramine) أرجو أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً، تناول الدوائين لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك توقف عن تناول الهلوبريادول، واستمر على التفرانيل لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف أيضاً عن تناوله.

هناك أدوية أخرى بديلة كثيرة، منها دواء يعرف باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat)، أيضاً هو مضاد للقلق والتوتر والمخاوف، خاصة في المواقف الجماعية، يمكن أن يكون دواء بديل جيد، ولكن من الأفضل لك في هذه المرحلة أن تتناول الدوائين السابقين.

أكثر من اللقاءات الجماعية مثل ممارسة الرياضة مع مجموعة من الأصدقاء، مثل صلاة الجماعة، والتواصل الاجتماعي بكل مستوياته سوف يساعدك كثيراً، نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك وأن يحل هذه العقدة من لسانك.

يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول علاج التأتأة سلوكياً : (267560 - 267075 - 257722).

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً