الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية حمل الزوجة التي أسلمت حديثاً على أداء فرائض الإسلام بشكل صحيح

السؤال

السلام عليكم.

أنا مغترب في إحدى الدول التي لا تعرف شيئاً عن الدين، وغالبية أهلها من غير دين، وقد تعرفت على فتاة من نفس البلد، وتزوجنا وتم العقد بيننا عقداً إسلامياً بوجود قاضي وشهود، والحمد لله نطقت الشهادتين أمام القاضي وتم العقد ولله الحمد، ومن وقت لآخر أعلمها أمور الدين والصلاة حتى لا تنفر من الإسلام، وهي متقبلة الوضع ولله الحمد، وأريد أن أعلمها كل شيء، فبم تنصحونني؟ وما هو واجبي في الإسلام نحوها؟ وماذا تقرأ في الصلاة إذا لم تحفظ الفاتحة والتحيات؟!

علماً أنها لا تصلي كل يوم خمسة فروض بسبب عملها، وأنا أجاهدها على ذلك، ولا أريد تنفيرها من الإسلام، فما واجبنا نحو المؤلفة قلوبهم؟!
أرجو منكم الدعاء لها بالهداية والإيمان، وأن يجعلها الله سبحانه زوجةً صالحة، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الزوجة ما دام أنها دخلت في الإسلام، فحاول أن تتدرج في دعوتها، ويمكنك أن تدخل على مواقع مثل موقع الشيخ عبد العزيز بن باز وكذلك أيضاً موقع الشيخ ابن عثيمين، وكذلك أيضاً موقع (إسلام ويب) ففيها ما يتكلم عن قضية تجسيد هذا الموضوع.

وأيضاً في مسألة الإصلاح والتوجيه والتعليم اتخذ في ذلك التدرج، قم بتعليمها الفاتحة، ثم أركان الصلاة وفروضها، وواجباتها، مارس معها الوضوء ممارسة عملية، وحاول أن توصل لها شعائر الإسلام بأي أسلوب، كما قال الله عز وجل: (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ))[النحل:125]^.

حاول رعاك الله أن تستخدم معها هذا الأسلوب وسوف ينفع معها منفعة كبيرة بإذن الله، وستكون إن شاء الله من المستفيدين فائدة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، كما قال صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) وفي رواية: (خير لك من الدنيا وما فيها).

وحاول دائماً أن ترغبها في الدين وأن تريها الصور الحسنة للإسلام، وتريها كيف وصانا الإسلام بالمرأة، وكيفية عدل الإسلام، وكيفية شمول الإسلام، وأن هذا الدين قائم على الكمال في كل صغيرة وفي كبيرة وفي كل شيء، وباختصار: أن توصل لها رسالة الإسلام بكل سمة طيبة وصفة حسنة.

أيضاً حاول أن تأتي لها بكتب باللغة التي تنطق بها، وحتى أشرطة لبعض الدعاة؛ لأن ذلك كما قال تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ))[إبراهيم:4]^، وهذا سوف يكون له أثر كبير في تثبيتها على الإسلام.

وفي الختام أسأل الله أن يثبتها وأن يثبتك على الدين، وأن يوفقكم جميعاً في هذا البلد، وأن يحفظ عليكم إسلامكم ودينكم، وأن يديم عليكم المحبة والألفة والصفاء والنقاء، ولك منا خالص الدعاء.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً