الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أزيل مشاعر الحسد من القلب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعلم مخاطر الحسد، وأنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، لكني أحياناً أشعر بالحسد في قلبي من بعض الأشخاص دون إرادة، وأستغفر الله وأستحقر نفسي على هذا الشعور، وأدعو في كل صلاة لهؤلاء الأشخاص في سجودي أن الله يوفقهم ويبارك لهم، وكلما شعرت بالحسد دعوت لهم، علماً بأن هذا الشعور لا إرادي في قلبي، فماذا أفعل كي لا أشعر بالحسد؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعليكِ أن تعلمي أولاً ما هو الحسد وما هي درجاته، فالحسد في البداية هو أن يتمنى الشخص زوال نعمة الغير، حتى ولو لم يحصل عليها، المهم أن يفقدها صاحب النعمة، فهل هذا الإحساس وهذا الشعور موجود لديك تجاه الآخرين من أصحاب النعم أم لا؟

النوع الآخر وهو الأقل منه وهو تمني زوال نعمة الغير، شريطة أن أحصل عليها أنا، أما إذا لم أحصل عليها فإنني لا أتمنى زوالها.

والتنفيس بالغبطة وهي أنك تتمنين من الله وتسألينه أن يعطيك كما أعطى أختكِ هذه من الخير لتقومي بالطاعات التي تقوم بها أختك هذه.
أما وجود الحسد في النفس البشرية، فالحسد أمره مذكور كما أخبر الله تبارك وتعالى: ((وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ))[الفلق:5]، ولعلكِ تلاحظين أن هناك حسدا في داخل النفس ولكنه لم يخرج للآخرين، كأننا نقول هناك حسد ولكنه بقي في الداخل وعولج بالتوبة والاستغفار والدعاء بالبركة لصاحب النعمة، فهذا إن شاء الله تعالى لن يكون ذلك الحسد الذي جاء به الوعيد، ولكن وحتى يبقى قلبكِ سليماً على الناس من أصحاب النعم.

أقول لكِ تذكري دائماً نعم الله عليك وتفكري فيها وتدبري فيها ستجدين أن الكريم سبحانه أعطاك ما لم يعط أحداً مثلك، وأن النعم والأموال والجاه ليس استحقاقا بشهادة أو علم، وإنما هو فقط تفضلا من الكريم الرحيم، وما المال وما هذه الدنيا إلا دار يبتلى فيها المؤمن ليتعرف على الله أكثر وأكثر ويقترب منه إما بصبره على البلاء أو بحمده للنعماء.

وفقكِ الله وطهر قلبك من شر كل ذي شر، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر amine

    باارك الله على منشوركم الطيب واسأل الله ان يذهب الحسد من قلبي

  • السعودية Noorh

    مشكوره ماقصرتي

  • المغرب ali hadada

    هل يستوي الدين يعلمون والدين لا يعلمون

  • أوكرانيا فاطمه محمد الشهري

    يارب نقي قلبي

    يارب اسلل سخيمة قلبي ياقدير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً