الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرق دوائية وسلوكية لعلاج نوبات الهلع المتمثلة في الشعور بدوخة وضيق في التنفس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية كنت خارجاً مع الأصدقاء فأحسست بضيق في النفس ودوخة تشبه حالة إغماء، ثم ذهبت إلى الطوارئ فأعطوني ثلاثة أنواع من المحاليل عن طريق البخار لكن لم ينفع، عملت تخطيط قلب، والنتيجة أني سليم، وكذا عملت أشعة على الصدر، وتحليل إنزيمات القلب، وكل شيء سليم.

ثم عملت تحليل جرثومة معدة عن طريق الدم .. مصاب.

لكن أنا الآن انتهيت من علاج الجرثومة لكن لا زلت أعاني من ضيق النفس وسرعة ضربات القلب، والإحساس بالموت.

راجعت 5 مستشفيات لم ينفع معي أي علاج.

أعاني من الحموضة، والكتمة غالباً عند النوم.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

فإن وصفك للحالة واضحة، وهذه النوبة التي انتابتك والتي تتمثل في شعور مفاجئ بضيق في النفس ودوخة وشبه إغماء، وأن التحاليل والفحوصات كلها سليمة ما عدا أنه لديك جرثومة معدة، وهذه منتشرة جدّاً، والحمد لله تعالى قد أُعطيت العلاج الصحيح، وأعراضك أُضيف لها التسارع في ضربات القلب والإحساس بدنو الموت.

هذه صورة نفسية مثالية لما نسميه باضطراب الرهاب أو الهرع أو ما يسمى بالاضطراب الفزعي، هذه حالة من القلق النفسي المفاجئ، غالباً لا يكون لها أي نوع من المقدمات، تتميز بكل الأوصاف والسمات التي وردت في رسالتك، ومعاناتك من حموضة المعدة هي جزء من الحالة القلقية التي يمكن أن نربطها ارتباطاً وثيقاً بحالة الهلع والهرع التي حدثت لك.

إذن التشخيص للحالة كما أوردناه لك هو خط العلاج الأول، فنرجو أن تتفهم حالتك، وهذا يجب أن يؤدي إلى التوقف عن التردد على الأطباء، حيث إن هذه الحالة هي حالة نفسية مائة بالمائة، وتعتبر من الحالات النفسية البسيطة نسبياً، هي ليست مرضاً عقلياً أو ذهانياً أو اضطراباً في الشخصية، هي مجرد قلق نفسي ذي سمات وخصائص وصفات خاصة.

العلاج بجانب عدم التردد على المستشفيات والأطباء يتمثل في ممارسة تمارين الاسترخاء، وهذه التمارين جيدة ومفيدة جدّاً، ويمكن التدريب عليها بواسطة مقابلة الأخصائي النفسي – وليس طبيباً نفسياً – الذي يقوم بتدريب الإنسان على فنيات الاسترخاء، وهي مفيدة جدّاً، وتوجد أيضاً أشرطة وكتيبات وسيديهات في المكتبات الكبيرة توضح كيفية ممارسة هذه التمارين فأرجو العمل على أن تتدرب على هذه التمارين.

الجانب الآخر في العلاج – وهو جانب أساسي وضروري – هو العلاج الدوائي، فإنه توجد الآن الحمد لله تعالى أدوية ممتازة جدّاً لعلاج حالتك، وهذه الأدوية في الأصل هي مضادة للمخاوف وللقلق وللهرع وكذلك الوساوس والاكتئاب النفسي.

من أفضل الأدوية التي أثبتت الدراسات والاختبارات العملية أنه ناجح وفاعل هو الدواء الذي يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، فعليه أرجو أن تبدأ في تناول هذا الدواء بجرعة حبة واحدة – عيار الحبة عشرة مليجرام – تناولها بعد الأكل، يفضل أن تتناولها ليلاً، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراماً – أي حبتين – ليلاً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً، واستمر عليها لمدة تسعة أشهر، ثم إلى خمسة مليجرام ليلاً – أي نصف حبة من فئة الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – واستمر على هذه الجرعة الصغيرة لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب السبرالكس هنالك دواء مساعد يعرف تجارياً باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride)، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح – عيار الكبسولة خمسون مليجراماً – تناولها يومياً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناولها.

هذه أدوية فعالة وسليمة، وسوف تجد -إن شاء الله- فيها فائدة كبيرة جدّاً.

قد أوضحنا لك التشخيص وطرق العلاج الأساسية، وبقي أن ندعوك لأن تعيش حياتك بصورة طبيعية، وأعتقد أنك في سن الدراسة، فيجب أن تركز على دروسك، وتسعى لأن تكون من الناجحين، وعليك أيضاً أن تتواصل اجتماعياً مع أصدقائك، وكن حريصاً في عباداتك، وسل الله دائماً أن يشفيك ويعافيك ويحفظك ويوفقك.

أنا أؤكد لك أن الشعور بالدوخة وشبه الإغماء لن يحدث لك مطلقاً، والإحساس بالموت هو إحساس مرضي وليس أكثر من ذلك، وإن شاء الله بتطبيقك للإرشادات السابقة وتناول الدواء سوف تجد أن كل هذه الأعراض قد انتهت بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • روسيا الإتحادية متفائل

    شكرا لك على هذا النصائح الله يجزيك الف خير كنت احس ان فيبي مرض خطير .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً