الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الارتجاع المريئي والتجشؤ الناتج عن زيادة الغازات

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاماً، أعاني من التجشؤ وحرقان المعدة الشديدين في رمضان، وبسبب ذلك لم أستطع قضاء ما عليّ من الصيام ولا حتى صيام أيام ما قبل رمضان؛ فالتجشؤ قوي يجرح حنجرتي، وصوته قوي ومزعج بالنسبة لي ومحرج، وأحس كأنه يخنقني من شدته، وأني لست قادرة على التنفس جيداً، وأيضاً بعض الأوقات أجلس مختنقة من الحموضة والحرقان الشديد الذي يدفعني لشرب أكواب كبيرة من المياه.

مع العلم أني كنت مصابة بجرثومة المعدة وتشافيت منها بعد أخذ الأدوية، وأيضاً أعاني من الارتجاع، وأخذت النيكسيوم لمدة 5 شهور ومن ثم توقفت الآن، وأنا ممتنعة عن الموانع من الأكل، وأجريت منظاراً واتضح أن لديّ التهابات بالمعدة والمريء، ونصحني دكتوري بتناول النيكسيوم، ودائماً أشرب اليانسون، وعندما تؤلمني معدتي أتناول الباسكوبان للتخفيف، فما الحل فأنا أريد صيام شهر رمضان براحة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Flower حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ما تعانين منه أمران اثنان وهما التجشؤ وهو تجشؤ الغازات في أعلى المعدة، وارتجاع لحموضة المعدة إلى المريء بسبب الارتجاع المعدي المريئي، فالتجشؤ يحدث لأسباب عديدة وهو بحد ذاته لا يسبب حرقة خلف الصدر، وأذكر منها:

- تناول كميات كبيرة أو أنواع معينة من الأطعمة.
- تناول الأكل بسرعة.
- تناول بعض السوائل مثل المياه الغازية.
- بلع كمية كبيرة من الهواء.

وهي كلها تشير إلى أن هناك غازات زائدة في أعلى البطن، أي في المعدة، فيشعر الإنسان أنه يريد أن يتجشأ فيحصل بعض الراحة بعد خروج الغازات.

وأحياناً يشعر الإنسان بأن هناك غازات وانتفاخاً في أعلى البطن ويكون السبب هو عسر الهضم وامتلاء المعدة بالطعام مسببة تهيج المعدة؛ ولذا يكون العلاج بعلاج السبب:

- عدم ملء المعدة بالطعام وتقليل شرب الماء مع الطعام.
- الابتعاد عن المشروبات الغازية.
- مضغ الطعام جيداً وببطء وعدم التهامه بسرعة.

وأما الارتجاع المعدي المريئي Gastro esophgeal reflux فهو ارتجاع أحماض المعدة وعصارتها من المعدة إلى المريء، وهو يحدث للكثير منا، ولكن عندما يكون هذا الارتجاع بكميات كبيرة أو عندما يسبب هذا الارتجاع أعراضاً مزعجة ومتكررة فإنه يصبح مرضاً لا عرضاً عارضاً، وهو الذي يسبب الحرقة عندك، فإنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الخروج منها صاعدة إلى المريء، وهنا تحدث المشكلة.

وكذلك فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثراً وأشد ضرراً، ومن العوامل التي تسبب هذا الارتخاء أو التوسع أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة ما يلي:

- امتلاء المعدة بالطعام، والحمل، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشاب، كما أن فتق فم المعدة يضعف كثيراً عمل الصمام الهام الذي تحدثنا عنه.

- من أهم أعراض الارتجاع حرقة أسفل الصدر، وهي إحساس بالحرقان في منطقة الصدر وقد يصحبه عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصاً بعد تناول الأكلات السالفة الذكر.

ومن الأعراض الأخرى طعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، قد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس، ومن أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام الذبحة الصدرية، ومن الضروري التأكيد على أنه لا يجب تواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض إلى آخر.

فكما ترين فإن هناك أشياء مشتركة تسبب الارتجاع والتجشؤ وهي المشروبات الغازية وبعض الأطعمة الأخرى فيجب مراقبتها.

أما علاج الارتجاع فيجب تغيير نمط الحياة بحيث نتجنب مسببات الارتجاع مع التأكيد على ما يلي:

تجنب المأكولات والمشروبات السالفة الذكر والتي يمكن أن تتسبب بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لابد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق برفع أرجل السرير تحت الرأس مسافة 15 سنتيمتراً حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

والعلاج الدوائي الذي قد يستمر لعدة أشهر، ويجب تناوله يومياً وأحياناً مرتين في اليوم مثل النيكسيوم فيجب تناول واحدة في السحور وأخرى عند الإفطار قبل الطعام.

أما البسكوبان فإنه قد يؤدي إلى زيادة الارتجاع لذا يفضل تجنبه، وفي حال عدم تحسن الأعراض فإن العلاج الجراحي هو آخر الدواء، خصوصاً عند تشخيص فتق فم المعدة وعدم تحسن الأعراض.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً