الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغير أخلاق الخاطب بعد الخطبة وفسخ الخطبة لذلك

السؤال

تقدم لي إنسان يحفظ القرآن والكل يشهد بذلك، وأثناء الخطوبة كان يفعل أشياء غريبة، منها أنه لا يتصل بي ودائماً أنا أتصل، لم يأت لي بهدايا إلا مرة واحدة، أمرني بالنقاب فقلت أرتديه لكن بعد الزواج ووافق، وتحدثنا عن الحجاب الشرعي وذكر أمثلة وانتقدني ثم رديت عليه، وقلت: أنت لم تقل لي أثناء تقدمك أنك تطلب منقبة حتى أحدد، ثم وجدته بعد ذلك متغيراً، ثم أمرني به بعد ذلك وأنا مقتنعة به، لكن كانت لهجته أمراً، بعد فترة وجدته متغيراً ثم حدثني بعدم العمل بعد الزواج، ولكني أحسست أنها حجة لفسخ الخطوبة، وقال لي: إنه لم يأت إلي بنية الزواج ولم يرد لي حاجاتي برغم أنني أعطيته جميع حاجاته، فهل هو منافق معي ودخوله للبيت كان لغرض آخر؟ رغم أن الجميع كان يشهد له بحسن الأخلاق؟ فهل يوجد إنسان بهذه الصفات على الرغم من حفظه للقرآن؟ هل هذا بلاء بسبب ذنوبي أم اختبار؟ وماذا علي فعله لإعادة نفسي من جديد؟ وماذا علي أن أدعو به؟ هل أدعو عليه أم أحتسب أجري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جمانة المغرب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك إلى التوكل على من بيده ملكوت كل شيء، فارفعي أمرك إليه، واعلمي أن الكون ملك له سبحانه، وأنه لن يحدث فيه إلا ما أراده الله، وتذكري أن الحياة تجارب وأن السعيد هو الذي ينتفع من تجاربه، والمؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، واتركي أمر محاسبته لله، فإن الله سبحانه عليم بذات الصدور، والمكر السيء لا يحيق إلا بأهله، والخروج من الحياة الزوجية في بدايتها رغم المرارة أفضل من التورط في الاستمرار مع شخص مضطرب متذبذب، ونحن ننصحك بطي تلك الصفحة، وكوني واثقة بأن الخير في الذي اختاره الله، ولا تقولي لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قولي (قدر الله وما شاء فعل) فإن (لو) تفتح عمل الشيطان.

وكم تمنينا أن يتقدم الشاب بعد قناعته التامة، ومن حقه أن يسأل عن الفتاة وأهلها، ومن حق الفتاة وأسرتها أن يسألوا عنه ويتعرفوا على أحواله وأهله، فإذا حصل الميل والوفاق فليس من الحكمة إصدار الأوامر والتعليمات حال وجود الفتاة عند أهلها، كما أن كثرة الأوامر والتوجيهات تجلب التمرد والملل، وتفتح الأبواب للتدخلات، وقد يكفي مجرد وجود الاستعداد للتغيّر للأحسن، فالنوايا الحسنة هي المهمة، كما أن حسن الاختيار هو الأساس.

ولا يخفى على أمثالك أن الإسلام يريد في الرجل الدين والأخلاق، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، ولم يقل دينه فقط، ورغم أن الأخلاق لا تنفصل عن الدين إلا أنه فصلها، فقال (دينه وخلقه) والفتاة لا تستفيد من متدين سيء الخلق ولا تستطيع أن تعيش معه، وكمال الإيمان لا يحصل إلا بحسن الخلق، وأكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً، وتبتله وخضوعه وخشوعه لنفسه، لكن تعامله وأخلاقه للآخرين.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله تعالى ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ونسأله تعالى أن يعوضك بمن هو أفضل وأصدق وأحسن منه، وان يلهمك الرشاد والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً