الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأثر الوراثي لسرطان الدم وأمراض الدم ومدى تأثير الزواج على الرجل المصاب

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

لدي سؤالان:

الأول: المرأة السليمة إذا تزوجت من رجل مصاب بمرض سرطان الدم هل ينجبان أبناء سليمين؟ وهل يؤثر الزواج سلباً على الرجل المريض؟

الثاني: المرأة السليمة إذا تزوجت من رجل مصاب بمرض من أمراض الدم الوراثية هل ينجبان أبناء سليمين؟ وما هي نسبة الأبناء الحاملين للمرض والمصابين والسليمين؟ وهل الزواج يؤثر على صحة الرجل سلباً؟

شكراً وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Aisha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

أولاً يا عزيزتي: فإن سرطان الدم له أنواع مختلفة وله علاجات مختلفة، وتطور الحالة يختلف حسب نوع السرطان، ولكن وبشكل عام فإن سرطان الدم لا ينتقل للأبناء، (أو على الأقل: لم يثبت إلى الآن بأنه ينتقل للأبناء عند الزواج)، لذلك فإجابتي على سؤالك الأول بأنه إذا تزوجت المرأة السليمة من رجل مصاب بسرطان الدم وكان هذا الرجل قد أنهى العلاج المقرر ولم تتأثر الخصوبة والقدرة الجنسية عنده، فيمكنه إنجاب أبناء سليمين بإذن الله، كما لا يؤثر الزواج بحد ذاته سلباً على الرجل، (إن كان الرجل -كما قلت لك- لم تتأثر قدرته الجنسية أو خصوبته بسبب المرض أو بسبب الأدوية الكيمياوية التي تم العلاج بها)، بل على العكس قد يشكل الزواج -وخاصة الزواج السعيد- لهذا الإنسان نوعاً من الدعم النفسي والمعنوي الذي يساعد في تقوية الجهاز المناعي عنده، ومن ثم التغلب على معاودة المرض.

أكرر بأنه يجب أولاً التأكد من استقرار الحالة وانتهاء الدورات العلاجية الكيمياوية المطلوبة، كون سرطان الدم علاجه أصلاً بالأدوية الكيمياوية، ومعروف بأن هذه الأدوية تؤثر على الخصوبة وعلى القدرة الإنجابية في فترة أخذ العلاج، ومن ثم تعود الأمور طبيعية بعد إيقاف هذه الأدوية في أغلب الحالات بإذن الله تعالى.

أما بالنسبة لأمراض الدم الوراثية فهي عديدة وتختلف بطرق انتقالها، فقد تنتقل عن طريق الكروموزومات الجنسية، وقد تنتقل عن طريق الكروموزومات الجسمية، وقد تكون طبيعته المورثة مسيطرة أو قاهرة، وقد تكون طبيعته المورثة ضعيفة أو مقهورة، لذلك قد يكون الشخص حاملاً للمرض فقط جينياً، فيستطيع نقله لأبنائه حتى ولو لم يكن هو نفسه لديه أعراض، وقد يكون الشخص هو أصلاً مريضاً ولديه أعراض، وبالطبع سينقله لأولاده، لذلك فإجابتي على سؤالك الثاني تستدعي معرفة دقيقة لحالة الزوج، ما اسم المرض الوراثي؟ وما نوعية الإصابة عنده؟ من أجل إعطاء الإجابة الصحيحة والدقيقة.

ومرة أخرى أقول لك بأن الزوج إن كانت حالته مستقرة مع وجود المرض الوراثي الدموي، وكانت قدرته الجنسية والخصوبة سليمة؛ فهو يستطيع الزواج مثله مثل غيره، فالزواج لا يؤثر سلباً عليه، بل بالعكس قد يقدم له دعماً وعوناً نفسياً يستطيع به التعايش مع المرض.

أتمنى للجميع دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الكويت الجازي

    يعطيكم العافيه لااعرف كيف اشكركم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً