الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدوية الاكتئاب والعجز الجنسي

السؤال

أعاني من الاكتئاب، وأتناول أدوية الاكتئاب، لكنها تسبب لي عجزاً جنسياً جسدياً ونفسياً شديداً، والأدوية التي كنت أتناولها -كل واحد على حدة- هي الفلوكستين، وتربتيزول، وزولوفت، وسلسبرا، فأرجو أن تزودني بالدواء المضاد للاكتئاب الذي لا يسبب عجزاً جنسياً نهائياً.

أرجو ذكر اسمه التجاري باللغة الإنكليزية والعربية، مع ذكر الجرعات واستعمالاته الأخرى.

وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو جواد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأود أن أوضح أن ما ذُكر حول الأدوية المضادة للاكتئاب، وأنها تسبب العجز الجنسي فيه الكثير من المبالغات، وكثير من المغالطات، وأنا أقول: إنه لا يوجد أي دواء مضاد للاكتئاب يؤدي إلى عجز جنسي، لكن نعم هنالك بعض الأدوية خاصة مجموعة الأدوية التي تنتمي إلى (مثبطات إرجاع السيروتونين الانتقائية select..ive serotonin reuptake inhibitors)، ربما يؤدي بعضها إلى إضعاف بسيط في الرغبة الجنسية، والبعض أيضاً قد يؤدي إلى تأخير في القذف، وهذا قد يسبب إشكالية لدى بعض الناس.

يُستثنى من هذه المجموعة عقار يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin)، ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، هذا الدواء نستطيع أن نقول: إنه من الأدوية السليمة جدّاً والجيدة جدّاً والممتازة جدّاً، والتي لا تسبب صعوبات جنسية حقيقية.

وبالنسبة للمسبب الحقيقي للعجز الجنسي -إن وُجد- في نظري فهو الجانب النفسي، فالبعض يراقب أداءه الجنسي بصورة مزعجة جدّاً، وهذه الأدوية حينما تبدأ في تأخير القذف لدى بعض الناس، هنا تبدأ المشكلة الحقيقية، وأنا أعرف تماماً الكثير الذين تحسن أداؤهم الجنسي على هذه الأدوية، وذلك من خلال علاج الاكتئاب والقلق الذي كان يعانون منه في الأصل.

عموماً؛ أنا أقول لك: إن الفافرين هو الدواء الذي نستطيع أن نقول: إنه لا يسبب صعوبات جنسية في هذه المجموعة من الأدوية، وجرعته تبدأ بخمسين مليجراماً حتى ثلاثمائة مليجرام يومياً، والجرعة الصحيحة لعلاج الاكتئاب هي مئتان إلى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، ومن الاستعمالات الأخرى لهذه الأدوية أنه دواء فعال جدّاً في علاج الوساوس القهرية وكذلك القلق والرهاب، خاصة الخوف الاجتماعي.

أما الدواء الثاني، والذي يعرف عنه أنه لا يؤدي إلى أي صعوبات جنسية، بل على العكس تماماً، يذكر الكثير من العلماء والأطباء، وكذلك الذين جربوا هذا الدواء، أنه يحسن الأداء الجنسي بدرجة كبيرة، فيعرف تجارياً باسم (وليبيوترين Wellbutrin)، ويسمى علمياً باسم (ببربيون Bupropion).

إذن: هذا هو الدواء الذي نستطيع أن نقول: إنه لا يسبب أي عجز أو صعوبات جنسية، بل قد يحسن من الأداء الجنسي، وجرعته هي من ثلاثمائة إلى أربعمائة وخمسين مليجرام في اليوم، يتم تناولها بجرعة مائة وخمسين مليجرام صباحاً ومساءً، أو مائة وخمسون مليجرام ثلاث مرات في اليوم.

يعاب على هذا الدواء أنه ربما ينشط البؤرات الصرعية الكامنة لدى بعض الناس، هذا الأثر الجانبي قد يحدث، وهو من الآثار الجانبية القليلة جدّاً، ولكن لا بد أن نذكره، أيضاً يتميز بأنه قد يقلل قليلاً من الوزن، وهذه قد تكون منفعة وميزة من هذا الدواء، وهذا الدواء أيضاً قد يرفع من درجة اليقظة لدى بعض الناس، وهذا ربما يجعله دواء غير مناسب بالنسبة للذين يعانون من اضطرابات النوم.

هذا الدواء لا يساعد كثيراً في علاج المخاوف أو الوساوس أو القلق النفسي، فهو مضاد للاكتئاب، ومن منافعه واستعمالاته الأخرى أنه يساعد الكثير من الناس في التوقف عن التدخين.

هنالك أدوية قديمة تنتمي إلى مجموعة الأدوية المثبطة لأنزيم (المانوأمين Monoamine)، هذه الأدوية منها دواء تعرف باسم (فينالزين Bhenzine) – هذا اسمه العلمي – ويسمى تجارياً باسم (نارديل Nardil)، وجرعته هي خمسة عشر مليجرام مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، هذا الدواء ليس بشائع الاستعمال الآن؛ لأنه ربما يتعارض تناوله مع تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على مادة تعرف باسم (التيرامين Tyramine)، هذه المادة حين تتفاعل مع هذا الدواء قد تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم.

ذكرت ذلك الدواء فقط؛ لأنه من الأدوية التي يعرف عنها أنها لا تسبب صعوبات جنسية، وإن كان هذا الدواء الآن غير متوفر في كثير من الأسواق؛ لأن هنالك شكوك كثيرة حول سلامته.

الأدوية القديمة أيضاً من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثل التفرانيل Tofranil – والذي يسمى علمياً باسم امبرمين Imipramine – ربما لا تكون لها سلبيات فيما يخص المعاشرة الزوجية، وجرعة هذا الدواء تبدأ بخمسة وعشرين مليجرام يومياً وحتى مئتين وخمسين مليجرام يومياً، ومن استعمالاته الأخرى أنه يُستعمل في علاج القلق، وكذلك المخاوف الاجتماعية، وهو ليس دواءً مفيداً في علاج الوساوس، ولكنه أيضاً يساعد جدّاً في علاج التبول اللاإرادي لدى الأطفال.

هذا هو الذي وددت أن أوضحه، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالنسبة للعلاج السلوكي للاكتئاب يرجى مراجعة: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً