الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلع .. ومدى تأثير الوراثة في ذلك

السؤال

السلام عليكم.
والدي أصلع، وأخي الأصغر مني أصلع، وأما أنا فلا أعاني من هذا الأمر، لكن هناك بوادر خفيفة بدأت أشعر بها أخاف أن تتطور إلى صلع.
علماً بأن شعري دهني وأغسله كل يوم، فهل من علاج مناسب؟ وهل من شامبو مناسب وطرق عناية؟!
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن كان عندكم قصة عائلية للصلع فهذا يرشحكم للصلع، ولكن من باب الاحتمال وليس من باب اليقين والتأكيد، وإن وجود الشعر الدهني يتماشى مع الصلع؛ حيث يسمى الصلع بالخاصة الدهنية، وإن الغسل الدوري للشعر قد يخفف من احتمالات الصلع، وإن الخوف من الصلع لا يقي من الصلع ولا يفيد أبداً بل يؤدي إلى مزيد من القلق والنكد.
وأما من الناحية الأكاديمية قد يكون نقص الشعر وراثياً أو صلعاً أو نتيجة لأسباب خارجية أو أسباب غذائية هرمونية دوائية، وما إلى هنالك، وقد ناقشنا الصلع أسبابه وعلاجه في الاستشارة رقم: (262509).
وعلينا أن نحدد أولاً هل أنت تشكو من الصلع أم من تساقط الشعر وفقدان كثافته لأسباب غير الصلع؟ لأن الصلع الذي يصاب به الذكور عادة أو ما يسمى بالصلع الوراثي، أو تناقص كمية الشعر عند الذكور وفق توزع مشهور، هي الأسباب الأكثر شيوعاً لحالات فقدان أو نقص الشعر.

وعلينا أن نعلم أنه يمكن أن تتم الوراثة من جانب الأم أو من جانب الأب، والنساء اللائي يصبن بهذا الداء الوراثي يشكين من تضاؤل كمية الشعر، ولا يصبن بالصلع الكامل، وتعرف هذه الحالة طبياً بـ(الخاصة الذكارية)، وتبدأ في فترة المراهقة، وفي العشرينات أو الثلاثينات من العمر.

ويبدأ الصلع الوراثي بتساقط الشعر من على جانبي مقدمة الرأس، ويستمر ذلك زاحفاً إلى الخلف تاركاً مناطق خالية من الشعر، وقد يستمر التساقط؛ إذ تقل المساحة المغطاة بالشعر، وفي بعض الأحيان يُفقد معظم الشعر عند سن الخامسة والعشرين، ورغم ذلك قد لا يأمن من خطر تساقط البقية من الشعر، إلا أن الوضع غالباً ما يستقر ويتأخر التساقط إلى ما بعد الأربعين.

إن وجود قصة عائلية من الصلع وخاصة قريب من الدرجة الأولى يشير إلى أن الصلع سيحتاج إلى إمكانيات أكثر للتغلب عليه.

ويجب التفكير بأسباب سقوط الشعر الأخرى، وفحص جلدة الرأس، والتأكد من عدم وجود احمرار أو قشرة أو أي مرض أو تظاهرة تبرر سقوط الشعر، ويجب مراجعة القصة المرضية، وهل هناك فقر دم أو سوء تغذية أو نقص تناول البروتينات، وهل هناك أمراض مزمنة.... إلخ.

ويجب التذكر أن الإنسان الطبيعي يفقد (10%) من شعره كل عشر سنوات، أي أنك بهذا السن فقدت ما يعادل تقريباً (30 - 35%) من كثافة الشعر.

وأما للعلاج فهناك عدة طرق لعلاج تساقط الشعر الوراثي، وتعتمد الطرق العلاجية على عمر المريض ودرجة تساقط الشعر، فالغسل المتكرر يفيد من عدة نواحي لإيقاف المشكلة، وذلك بتخفيف الإفرازات الدهنية، والتي تؤدي بدورها للحاصة الدهنية - الحاصة أي الجازة أو الحالقة -، ويفيد بسبب الدلك أثناء وبعد الاستحمام، وكذلك بسبب التخلص من الالتهابات التي قد تجز - أي تحلق - الشعر فتنقص كثافته.

كما يعتبر عقار (المينوكسيديل) الذي طرح في الأسواق العالمية منذ أوائل الثمانينات الميلادية في أوائل نتائج الأبحاث التي أعطت نتائج مشجعة في حوالي (60%) ممن استخدم هذا العقار، ويستخدم للرجال والنساء، ولكن يجب التأكيد على أن الشعر ينمو، ما دام أن العلاج يستعمل؛ حيث أنه قد يسقط الشعر المكتسب منه خلال عدة أشهر من إيقافه.
في السنوات الأخيرة ومع تواصل الأبحاث اكتشف علاج جديد يعطى عن طريق الفم (فنيستراد)، ويجب أخذه تحت إشراف طبي، ويعطى فقط للرجال.
ولا ننسى أن مركبات (البيبانثين) الموضعية هي اختيار جيد ورخيص وقد يفيد، ولكنه بالتأكيد أقل فاعلية من غيره في الصلع، ولكنه مفيد في الحالات العامة لسقوط الشعر أكثر منه في الصلع، كما أن زراعة الشعر تطورت في السنوات الأخيرة، وتتم عن طريق غرس بصيلات الشعر في المناطق الخالية من الشعر.
أخيراً إن كان لابد من الصلع - أي إن لم نجد القدرة المادية على العلاج المستمر أو الزراعة وهي مكلفة أيضاً - عندها نقول: ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، أي أن القناعة هي أرخص الأدوية وأسرعها، وليس لها آثار جانبية، هذا لما لا حل له، ولا يعني ذلك عدم السعي لحل المشكلة، ولكن علينا ألا نقدرها بأكبر من حجمها.
وقد ناقشنا موضوع تساقط الشعر بشكل عام والذي يتعلق خاصة بأسباب نسائية سواءً موضعية أو عامة في الاستشارة رقم (262538) ولا يعني ذلك عدم استفادة الذكور منها.
وختاماً: يمكن الاستفادة من منشطات الأشعار التالية: (مستحضرات الأناستيم) بطيفها الواسع المتعلق بالشعر، (مستحضرات البيبانتين) بأشكالها العديدة (السائل، الكريم، الحقن)، (مستحضرات ريكسول) للشعر، (مستحضرات فيلا بورغيني للشعر)، و(مستحضرات المينوكسيديل) ولكنها تحتاج إلى وصفة أو إلى متابعة مبدئية مع طبيب، ومستحضرات (A29) الموجودة على شكل سائل وشامبو وكبسولات، ومستحضر كبسولات (البانتوغار)، ولكن بعد معرفة سبب قلة الشعر وعلاجها)، وأما أفضلها للصلع فهو مستحضرات (المينوكسيديل).
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً