الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الشعور بطعم الإيمان.. والخوف من الانتكاسة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب أمضيت معظم عمري في الفسق والعصيان، عملت كل ما يغضب الله مما يخطر على بالكم، ولكني ولله الحمد تبت إلى الله وعزمت على التوبه، حيث أني أطلقت اللحية وقصرت الثوب وداومت على الصلاة في الجماعة، وتركت سماع الأغاني ومشاهدة المسلسلات والأفلام، وأداوم على حلقات القرآن.

أصبحت لا أسمع إلا الأشرطة المفيدة والدينية، ولكني لا أحس بطعم الإيمان ولا حلاوته، حيث أني لا أتأثر بالقرآن ولا بسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، وأحاول أن أبكي ولكن لا أستطيع، ولا أخشع في الصلاة، وأصبح الشيطان يوسوس لي بأشياء عجيبة وغريبة وخطيرة، ولكني أتعوذ من الشيطان دائماً، ولكنه يلازمني ولا يريد تركي.

لدرجة أني أفكر أحياناً وأقول في نفسي: (يا رجل أرجع على ما كنت عليه ولا تضيق على نفسك، ولكني أرجع وأتعوذ من الشيطان)!

أنقذوني بجوابكم رحمكم الله، حيث أني قد علمت طريق الحق، وأعلم أنه الحق ولكني ضعيف الإيمان، وإيماني يقل يوماً بعد يوم، وأخاف أن أرجع إلى ما كنت عليه، ويمكن أرجع إلى أسوأ مما كنت عليه، أي: الكفر والعياذ بالله.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المبارك/ صالح       حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى أن يجعل لك من اسمك نصيباً، وأن يمن عليك بالصلاح التام في الدنيا والآخرة، وأن يحشرك مع سيد الصالحين المتقين، وأن يبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، وأن يحفظك من الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.

أخي صالح! إنك تحمل اسماً جميلاً يبعث في النفس السكينة والراحة والطمأنينة، وفوق ذلك فهو اسم نبي من أنبياء الله العظام الذين رفع الله ذكرهم في العالمين، ومثلك أخي صالح لا ينبغي عليه أن يستسلم لهذه النفس أو هذا الشيطان اللعين، فأنت قوي بالله جبار السماوات والأرض والقاهر فوق عباده، ولا يعقل بعد أن قطعت هذا الشوط من الطاعة والتوبة والالتزام بالسنة أن تعود مرةً أخرى لطريق الغواية والشيطان، اطرد عنك هذه الفكرة نهائياً، ولا تفكر فيها مطلقاً، اجعل هذه عقيدة راسخة لديك بأنك لم ولن ترجع إلى المعاصي والفتن مهما كانت الأسباب.

هذا هو بداية طريق النجاح، العزيمة والإرادة والتصميم، وأن تشعر نفسك بأنك لا يمكن أن تعود إلى الوراء أبداً، وهذا هو محور الحل الأكبر.

أما مسألة عدم الشعور بحلاوة الإيمان فهي مسألة وقت فلا تقلق؛ لأن هذا هو ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فالتزم بالسنن التي أكرمك الله بها، وأضف إليك بعض التغييرات الضرورية والهامة:

1- أين أنت من مجالس العلم وحضور المحاضرات؟ هل بدأت في طلب العلم الشرعي الذي به يزيد إيمانك ؟ إذن ابدأ من اليوم في البحث عن الدروس الشرعية، وواظب على التعليم مع مجموعة من الشباب، أو اتفق مع شيخٍ ليبدأ معك وحدك ؟

2- اربط نفسك بأحد المشايخ ليعلمك تلاوة القرآن، ويضع لك خطة لحفظ القرآن الكريم في سنة أو سنتين مثلاً .

3- اشترك في برنامج التفقه في الدين الذي تقيمه إدارة الدعوة لوزارة الأوقاف؛ حتى تلزم نفسك بتعليم العلم الشرعي الذي يحفظ عليك دينك وتوبتك وتصل به إلى حلاوة الإيمان .

4- يمكنك أن تخرج مع جماعة الدعوة لبعض الأيام ليزداد إيمانك، مع ضرورة المحافظة على طلب العلم الشرعي؛ حتى توفر لنفسك البيئة الصالحة والعلم الشرعي الذي يصلك بالعلي الأعلى سبحانه وتعالى .

5- عليك بالبحث عن صحبةٍ صالحة تكون عوناً لك على طاعة الله تعالى .

6- عليك بزيارة القبور ولو مرة واحدة أسبوعية لتذكرك بالآخرة .

7- عليك بزيارة مستشفى العجزة ومستشفى حمد لترى نعم الله عليك .

8- عليك بالدعاء والإلحاح على الله ألا يحرمك نعمة الطاعة، وأن يمن عليك بقبول التوبة وحلاوة الإيمان .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد، والاستقامة على الدين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر ام عبد الرحمن

    بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً