الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهوس الاكتئابي وطرق معالجته

السؤال

أعاني من مرض الهوس الاكتئابي، وأتعالج حالياً بعقار بريانيل سي آر500 جرام، قرص ونصف قرص ليلاً، فإلى متى يستمر العلاج؟ علماً بأني الآن في حالة جيدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن الهوس الاكتئابي بصفة عامة يعتبر من أمراض اضطراب المزاج، ويسميه البعض بالاضطراب المزاجي ثنائي القطبية، وهو يعالج في الأساس بمجموعة من الأدوية تسمى بالأدوية المثبتة للمزاج، وعقار (بريانيل CR) – الذي أعتقد أنه يسمى هنا بـ (دباكين كرونو) – هو الأدوية الممتازة جدّاً، والتي قدمت الكثير من المنافع للأشخاص الذين يعانون من مثل هذه الحالة الوجدانية.

العلاج في مثل هذه الحالات ينقسم إلى ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى: هي مرحلة بداية العلاج، ثم تأتي المرحلة الثانية وهي المرحلة العلاجية الحقيقية، ثم تأتي بعد ذلك المرحلة الوقائية.

كل هذه المراحل مراحل هامة وضرورية جدّاً. أنت الآن تتناول سبعمائة وخمسين مليجرام من هذا الدواء في اليوم، وأنا أعتقد أن هذه جرعة علاجية بسيطة، أو يمكن أن نسميها جرعة وقائية جيدة، والدراسات تشير وبصورة قاطعة ودون أي تردد أن أقل مدة للعلاج الوقائي هي ثلاث سنوات متواصلة، واستقرار الحالة يعتبر مؤشراً جيداً، ويجب أن يكون مشجعاً على الاستمرار في هذه الجرعة الوقائية.

وبالنسبة للأشخاص الذين حدثت لهم أكثر من انتكاسة، هذا يعني أنه من الضروري ألا تقل مدة العلاج عن خمس سنوات، فأنا أقول لك: من الأفضل ومن الضروري أن تُكمل مدة ثلاثة سنوات وأنت على هذه الجرعة.

وهذه جرعة بسيطة، وهذه الأدوية نعم كبيرة من عند الله تعالى، وهذه الحالات يجب أن تعامل مثل ما نعامل مرض السكر البسيط، أو مرض الضغط البسيط، فهي لا تختلف منه كثيراً.

وأنا أنصحك نصيحة ضرورية وهي ألا تهمل في نفسك أبداً، فأنت تعرف أن المرض يتطلب الصبر، والعلاج يتطلب الصبر، وحتى حين ينعم الله تعالى على الإنسان بالصحة والعافية تتطلب الصبر حتى نحافظ عليها؛ لأن بعض الناس يتوقف من الدواء من تلقاء نفسه حين يشعر أنه في حالة جيدة.

لا تقم بذلك، أكمل مدة العلاج، وتواصل مع طبيبك، وأنا سعيد جدّاً أنك تتمتع بصحة جيدة، وحاول أن تعيش حياتك بصورة طبيعية على كل المستويات: المستوى العملي، المستوى الوظائفي، المستوى الاجتماعي، المستوى الأسري، المستوى الثقافي والترفيهي، لا شيء يمنعك أبداً من أن تعيش حياة طبيعية، فقط وصيتي لك هي الدواء الدواء الدواء، والاستمرار على الدواء.

وختاماً نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، وأن يديم علينا وعليك وعلى جميع المسلمين الصحة والعافية، وأن يلهمنا الشكر على العافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً