الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرورة أن تبدأ العلاقة بين الرجل والمرأة بمعرفة الأهل وبطريقة رسمية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هناك شاب يحبني ويريد خطبتي، فصارحته بحبي لشاب ابتعد عني منذ شهر، ولكني في الواقع لم أستطع نسيانه، وأنا مترددة كثيراً، ولا أريد ظلمه، وفي نفس الوقت هو إنسان رائع وخلوق وعلى دين، وقد صارحني بحبه لابنة خالته التي فارقها ونسيها.

لدي مخاوف من هذا الزواج، حيث أخاف أن تؤثر مصارحتي له بحبي السابق على زواجنا إن أراد الله لنا ذلك، وأخاف أن لا أوفق بين دراستي الجامعية وبين بيتي، وقد دعوت الله إن كان في زواجي خير لي وله فليجمعنا، وأشعر بارتياح له ولا أستطيع نسيان حبي السابق، فماذا أفعل؟ وهل إن وافقت سأظلمه؟

علماً بأنه خائف من رفض أهلي، لأنه قد أنهى الثانوية ولكنه يريد إكمال دراسته، ومن وجهة نظري ليس عيباً، وسأعينه على إنهاء دراسته إن شاء الله، فأرشدوني.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت الإسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإننا ندعوك للمسارعة بحسم هذا الأمر، وأرجو أن لا تخطبي نفسك لأي شاب، وطالبيهم بالذهاب إلى أهلك من الباب، واعلمي أن الشباب يحترمون الفتاة التي لا تقدم لهم التنازلات، ويحتقرون الفتاة التي تجري خلفهم وتكلمهم من وراء أهلها فتفقد بذلك ثقتهم وثقة أهلها.

والأخطر من كل ذلك أنها تخالف شريعة ربها: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))[النور:63]، وأرجو أن تعلمي أن الحب الحقيقي الحلال يبدأ بالرباط الشرعي ويزداد بالتعاون على البر والتقوى ثباتاً وقوة، علماً بأن الإسلام لا يقبل بحب لا ينتهي بالزواج، ولا عبرة بالمشاعر المذكورة حتى تتحول إلى علاقة رسمية.

ومن هنا فإننا ندعوكم إلى التوقف أولاً، ثم نذكركم بالتوبة والاستغفار، ولا مانع بعد ذلك من تصحيح العلاقة، وذلك بمجيء الشاب إلى أهلك، وحبذا لو جاء معه أهله فإن هذا أدعى للقبول به، فإذا حصل الوفاق والتوافق فهذا ما تتطلعون إليه، مع ضرورة أن تدرك كل فتاة أن في هذا خيراً لها، كما أن في إعلان العلاقة اختباراً حقيقياً لمعرفة صدق الشاب المتقدم.

ولا يخفى عليك أن المسلمة إذا لم يتبين لها الصواب فإنها تستخير ربها وتستشير الصالحين والصالحات ثم تتوكل على رب الأرض والسموات، وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً