الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب اضطراب في ضربات القلب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
أنا فتاة في ال24 من عمري، أعاني من اضطراب في ضربات القلب مصحوب بضيق شديد في النفس ووجع في الصدر، وتنميل خفيف في اليدين والشفاة، أشعر وقتها كأن شيئاً يجثم على صدري.
الأسوأ من هذا كله هو الإحساس بتنميل في الرأس بعده لا أستطيع التركيز بسهولة، وأصبح هذا يؤثر على عملي بشدة.
البداية تقريباً منذ حوالي أربعة أشهر كان يحدث هذا العرض بغير انتظام، الآن أصبح يومياً.

التحليل الوحيد الذي أجريته هو صورة كاملة للدم وكانت النتيجة طبيعية جداً.

الغريب أن هذه الأعراض لا تتأثر بالمجهود البدني كصعود أو نزول السلالم مثلاً، لكن من الممكن محادثة عادية جداً يكون لها التأثير البالغ أو عند الاستيقاظ.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aliaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك وثقتك في يقدمه موقعك إسلام ويب.

فإن الأعراض التي تعانين منها هي أعراض القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، والمكونات الأساسية للقلق يعرف أنها نفسية وعضوية، وأنت تقريباً لديك صورة متكاملة من الناحية الإكلينيكية للقلق النفسي، فضربات القلب والشعور بضيق التنفس وآلام الصدر هي كلها أعراض جسدية ناتجة من الانقباضات العضلية، وتدفق مادة الأدرانلين هي التي تؤدي إلى سرعة ضربات القلب، ويعرف أن هذه ظاهرة فسيولوجية مصاحبة للقلق النفسي.

والتنميل الخفيف في اليدين وفي الشفاة أيضاً هي أعراض ناتجة من القلق النفسي، وكذلك الشعور بالتنميل في الرأس. وعدم التركيز والشعور العام بعدم الارتياح هي المكونات النفسية للقلق النفسي.

القلق النفسي ربما يكون ليس له أسباب، وفي بعض الأحيان تكون هنالك أسباب، والأسباب الشائعة والعامة هي أن شخصية الإنسان يكون فيها نوع من الاستعداد التكويني للقلق النفسي، وهذا الاستعداد إما أن يكون ناتجاً من التكوين الوراثي أو النفسي أو الغريزي أو المتعلق بالشخصية، وبعد ذلك ربما تأتي ظروف حياتية وبيئية بسيطة تحرك هذا القلق ما دام الإنسان لديه أصلاً الاستعداد لذلك.

الظاهرة ظاهرة منتشرة وليست خطيرة ويمكن علاجها - إن شاء الله تعالى – بسهولة، وأنت قد أجريت الفحوصات للدم، وهذا شيء جيد، إلا أنه بقي فحص واحد سيكون من الجيد أيضاً القيام به وهو فحص وظائف الغدة الدرقية؛ لأن في بعض حالات القلق النفسي يكون السبب هو زيادة في إفراز الغدة الدرقية، هذا أمر ليس بالشائع ولكننا نحاول دائماً أن نتأكد ونعطي الصورة المتكاملة للفحص والعلاج.

إذا اتضح أن هنالك زيادة في إفراز الغدة الدرقية فالأمر سهل ويمكن علاجه ببساطة شديدة بواسطة أدوية معينة.

القلق عامة يعالج بالتعبير عن الذات، فمن أكبر أسباب القلق النفسي هو أن يلجأ بعض الناس إلى الكتمان، والكتمان خاصة للأمور البسيطة قد يتراكم ويتزايد حتى يؤدي إلى نوع من الاحتقان النفسي الداخلي، وهذا يظهر في شكل توترات وانقباضات عضلية ونفسية، وعلى ضوء ذلك أنصحك بأن تعبري عن نفسك أولاً بأول خاصة في الأمور التي لا ترضيك أو تحسين بعدم الارتياح حيالها، فاجعلي تعبيرك عن ذاتك وتفريغك النفسي يكون منطقياً وفي حدود المعقول.

الشيء الثاني هو يجب أن تفكري في الإيجابيات الجميلة التي لديك في حياتك، فأنت مؤهلة ـ والحمد لله ـ لديك وظيفة محترمة وفي ريعان الشباب، ولا شك أنه لديك إيجابيات أخرى، فأرجو محاولة استشعار واستحضار ذلك دائماً.

ثالثاً: هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء أثبتت جدواها الشديدة في تخفيف وعلاج القلق النفسي، لذا أرجو أن تتحصلي على أحد الأشرطة أو الكتيبات أو الـ (CD) التي توضح تطبيق هذه التمارين، وهذه المعينات والوسائط موجودة في المكتبات الكبيرة، وأحسب أنها موجودة في القاهرة بالمكتبات وخاصة مكتبة أنجلو.

رابعاً: ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية سوف يكون أمراً جيداً، كالمشي أو أي رياضة أخرى تناسب الفتاة المسلمة.

خامساً: سأصف لك بعض الأدوية الممتازة والفعالة والتي يعرف عنها أنها تعالج هذا النوع من القلق، العقار الأول – وهو الأساسي – يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرامات ليلاً، ويفضل تناوله بعد تناول الأكل، استمري على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجراماً ليلاً واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرامات ليلاً واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى خمسة مليجرامات ليلاً، واستمري عليها لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الفعالة والسليمة جدّاً وغير إدمانية.

الدواء الثاني وهو عقار مساعد أو مساند يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، أرجو أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرامات صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم خفضي الجرعة إلى عشرة مليجرامات صباحاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

باتباعك للإرشادات السابقة وتناولك للدواء الذي وصفناه سوف ينتهي هذا القلق والتوتر وتشعري بالراحة والاسترخاء وكمال الصحة النفيسة - بإذن الله تعالى -.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك العافية والشفاء.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر مصطفى

    بارك الله فيكم

  • العراق Shahad

    بارك الله فيك

  • البحرين سامي

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً