الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصعوبة الشديدة في النوم... والعلاج المناسب لذلك

السؤال

أعاني من صعوبة شديدة في النوم؛ وذلك لكثرة التفكير في العديد من المشاكل الخاصة بي وأولادي، حتى عندما أنام أستيقظ كثيراً من النوم، ولا أستطيع إكمال نومي، هذا بالإضافة للتوتر والقلق.

مع العلم أني مريضة بضغط الدم المرتفع، وفي الفترة الأخيرة ازداد ارتفاع الضغط، على العلم أنه سابقاً كان يرتفع لكن لمدة قصيرة وأرجع أتحكم فيه بالعلاج، لكن حالياً مستمر على الارتفاع منذ مدة طويلة قد يصل إلى 200/100 أحياناً، وآخذ(اتينول - املوديبين - ايزابريل كو)، وعندما أشعر بالتعب آخذ حقنة لاسيكس وابيلات تحت اللسان كي ينزل الضغط، وطبعاً زيادة القلق والتوتر يزيد من ارتفاع الضغط.

أحياناً آخذ كالميبام 1.5 وأخاف أن أتعود عليه، وأحياناً مع القلق وارتفاع الضغط أعاني من عدم التحكم في البول؛ لكن بشكل بسيط.

فأرجو إفادتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لاميس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، ونشكرك كثيراً على ثقتك فيما يقدمه إسلام ويب.

أنت الآن على مشارف الستين من العمر، ويعرف أن هذه المرحلة الحياتية قد يأتي فيها الاكتئاب النفسي في شكل قلق وتوتر، وتداخل في الأفكار، وصعوبة في النوم، فلذا لا أعتقد أن القلق والتوتر هي العلة الأساسية لديك، إنما هنالك مؤشرات تدل أنك تعانين من حالة من الكدر وعسر المزاج يمكن أن نسميها درجة بسيطة إلى متوسطة من الاكتئاب.

القلق والتوتر دائماً هي سمة أيضاً من سمات القلق النفسي، ويقول علماء النفس أنه لا يوجد قلق بدون اكتئاب ولا يوجد اكتئاب بدون قلق.

حالتك -إن شاء الله تعالى– يمكن أن تعالج، فقط عليك أن تدركي أنه من الضروري الالتزام بالعلاج الدوائي النفسي الذي سوف نصفه لك، وبفضل الله تعالى مستوى سلامة الأدوية النفسية -خاصة الحديثة منها- تعتبر ممتازة جدّاً.

أتفق معك تماماً أن التذبذب في ضغط الدم وما يحدث من ارتفاع من مدة لأخرى ربما تلعب الحالة النفسية دوراً فيه، ولذا سوف يكون للتحسن النفسي دور إيجابي - بإذن الله تعالى – لتخفيف ضغط الدم، وفي ذات الوقت يجب أن تكوني حريصة جدّاً على تناول أدوية علاج الضغط بصورة منتظمة، وحسب إرشادات الطبيب المختص.

الدواء المضاد للقلق والاكتئاب الذي يناسب حالتك ويؤدي إلى تحسين النوم، هو عقار يعرف تجارياً باسم (ريمارون Remeron) ويعرف علمياً باسم (ميرتازبين Mirtazapine)، والجرعة المناسبة في حالتك هي حبة واحدة ثلاثون مليجراماً ليلاً، فقط يعاب على الريمارون أنه لا يصلح للأشخاص الذين يعانون من السمنة أو لديهم ارتفاع في الدهنيات بالدم خاصة الكولسترول.

فإذا كان لديك أيّ من هاتين الحالتين فيصبح الريمارون غير مناسب لك، وهنا نرشح البديل الآخر، وهو عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، وجرعة البداية هي عشرة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى.

بجانب الريمارون أو السبرالكس أنت محتاجة أيضاً لتناول عقار آخر بسيط يعتبر داعماً للأدوية المذكورة، كما أنه مضاد للقلق في نفس الوقت، العقار يعرف تجارياً باسم (بسبار Buspar) ويعرف علمياً باسم (بسبرون Busiprone)، وجرعة البداية هي خمسة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة شهر، ثم ترفع إلى عشرة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم خمسة مليجرام صباحاً لمدة شهر، ثم تتوقفين عن تناوله.

بالنسبة لعقار الكالميبام فهو من الأدوية المنومة، ولكن قد لا يُحمد لأنه قد يؤدي إلى التعود، فأرجو التوقف عنه.

أرجو أيضاً أن تمارسي رياضة المشي، فهي مناسبة جدّاً في عمرك لتحسين الحالة النفسية والتحكم في ضغط الدم، وكذلك تساعدك في تقوية عضلات المثانة مما ينتج عنه التحكم في البول، وبالنسبة لعدم التحكم في البول فيكون من الأفضل مراجعة طبيبة النساء والولادة أو طبيبة المسالك البولية لمعرفة مصدر عدم التحكم هذا.

أيتها الفاضلة الكريمة: القلق هو طاقة نفسية إذا وجهناها للاتجاه الصحيح، وذلك بالاجتهاد والمثابرة والتواصل الاجتماعي، وتفجير الطاقات النفسية والجسدية بصورة صحيحة، فلن يكون القلق أمراً سلبياً في حياتنا.

بقي أن أنصحك أيضاً بضرورة التفكير الإيجابي والتخلص من الفكر السلبي، فأنت لديك والحمد لله نعم كثيرة في حياتك لابد أن تستشعري قيمتها، وهذا - إن شاء الله تعالى – يحسن من تفكيرك الإيجابي.

عليك بتحسين صحتك النومية بتجنب النوم النهاري بقدر المستطاع، ولا مانع من القيلولة الشرعية والتي هي ما بين نصف ساعة إلى خمس وأربعين دقيقة، كما أن عليك تجنب تناول الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتا بعد الساعة السادسة مساءً، وعليك أيضاً أن تذهبي إلى النوم في وقت ثابت ومحدد، وكوني حريصة دائماً على أذكار النوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً