الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام في الصدر والظهر والرقبة والكتف والقلب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من آلام في صدري خصوصاً في وسط الصدر والألم كان يأتي في الأسبوع مرة إلى مرتين لكنه الآن زاد وصار يومياً طول اليوم، يصاحبه ألم اختناق لكن ليس بالاختناق القوي، ووقت النوم أحس بخنقة قوية وأنهض خائفة وفجأة تذهب.

لا يقتصر الألمُ على وسط الصدر، بل أحس فيه أيضاً بالظهر والكتف والقلب والرقبة ويدي اليسرى، وحتى إذا حملت ابنتي أو حركت يدي أحس به، مع العلم أنه في يوم من الأيام استيقظت وأحسست بطعم حموضة ومرارة.

ذهبت لطبيب تأكد من تخطيط القلب 4 مرات، قال: سليم مائة بالمائة وعملت تحاليل وسونار ثدي وأشعة فقالوا أني سليمة.

فهل يمكنني معرفة ما الذي أعاني منه؟ لأنه وبصراحة الأمر أقلقني لدرجة أني وسوست هل هو أمر نفسي أم جسمي أو برد؟ صار لي أعاني منه ثلاثة أشهر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ A2G حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الأعراض التي تحدث لك حقيقة في أغلب الظن هي ناتجة من قلق نفسي بسيط، ويعرف أن القلق النفسي في كثير من الأحيان ليس له أي أسباب مطلقاً، والقلق النفسي قد يظهر في شكل انقباضات عضلية، والانقباضات العضلية هي دليل أن التوتر النفسي تحول إلى شد عضلي، وأكثر مناطق في جسم الإنسان التي تتأثر بهذا الانقباض والتوتر هي عضلات الصدر؛ لأن الصدر هو مكمن القلب، والناس تخاف كثيراً على قلوبها، خاصة وأن أمراض القلب قد انتشرت، فيبنى لكثير من الناس أنهم مصابون بمرض في القلب، ولذا تتمثل أو تظهر لديهم هذه الأعراض، حتى وإن كان الإنسان لا يقول ذلك صراحة إلا أن هذا الأمر قد يكون على مستوى العقل الباطني أو العقل اللاشعوري.

وهذا الألم قد يظهر أيضاً على الكتف أو الرقبة واليد اليسرى، ونحن نعرف تماماً أن أحد أعراض الذبحات القلبية هي ألم في الكتف أو اليد اليسرى، وهذا شيء شائع وانتشر بين الناس.

أنت ـ الحمد لله ـ ليس لديك أي مرض في القلب وأنت لست في عمر هذه الأمراض ـ والحمد لله تعالى، وقد اتضح أن كل الفحوصات هي فحوصات جيدة وممتازة.

إذن في رأيي أن الذي يظهر عليك من أعراض هو تجسيد وتعبير عن الجانب العضوي للقلق النفسي، وهنالك أمر آخر لابد أن نعريه اهتماماً، وهي أنك تعانين من الحموضة أو أنك قد استيقظت في يوم من الأيام وشعرت بطعم حموضة ومرارة، هذا مهم أيضاً؛ لأن بعض الناس لديهم استرجاع الحوامض ليلاً، وهذا قد يؤدي إلى التهاب في المريء، ونعرف أن المريء يسير في منتصف الصدر، والحموضة في المريء تؤدي إلى آلام، وهذه الآلام تظهر في شكل آلام في الصدر.

إذن الذي أرجوه منك هو أن تقابلي طبيب الجهاز الهضمي؛ وذلك للتأكد أنه لا توجد أي تقرحات أو زيادة في الحموضة، وهذه إن وجدت فعلاجها سهل وبسيط جدّاً، وفي ذات الوقت أود أن أصف لك أدوية جيدة وبسيطة وفعالة جدّاً لعلاج حالتك فيما يخص القلق وإزالة هذا الألم.

الدواء الذي أودك أن تتناوليه يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، ابدئي في تناوله بجرعة نصف مليجرام (حبة) صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى حبة واحدة صباحاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.

وبجانب الفلوناكسول هنالك عقار آخر يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline) أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة حبة واحدة (خمسين مليجراماً) ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.

هذه أدوية سليمة وفعالة وممتازة وإن شاء الله سوف تحسين براحة كبيرة، وأرجو أن يكون شرحي الأول في صدر هذه الرسالة واضحاً بالنسبة لك، وهو أن الحالة حالة نفسية بسيطة وليست عضوية.

سيكون أيضاً من الجميل جدّاً أن تمارسي بعض تمارين التنفس التدريجي، فأود منك أن تجلسي في غرفة هادئة على كرسي مريح أو تستلقي على السرير، ويجب أن تكون الإضاءة خافتة، تأملي في شيء جميل وسعيد، أو استمعي إلى شريط من القرآن الكريم بصوت منخفض، وبعد ذلك أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلاً، ثم خذي نفساً عميقاً وبطيئاً، واجعلي صدرك يمتلأ بالهواء حتى ترتفع البطن، وبعد ذلك أمسكي على الهواء لفترة قصيرة، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم بقوة وبطء.

كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين على الأقل، وسوف تجدين - إن شاء الله تعالى – فيه فائدة كثيرة جدّاً.

بقي بعد ذلك أن أنصحك بأن تصرفي تفكيرك وتركيزك عن هذا الألم، وذلك باجتهادك في دراستك وتطوير مهارتك والتواصل مع أرحامك وصديقاتك، هذا كله يبعد عنك استشعارك لهذه الأعراض بشدة.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • نسيبه

    والل? نشكرك كتير دكتور وأنا عندي نفس الأعراض والآن اطمئنيت

  • البحرين محمد الموسوي

    نفس الاعراض تقريبا
    لكن اخاف تناول الأدوية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً