الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية مواجهة المخاوف للتغلب عليها

السؤال

أنا صاحب الاستشارة رقم 23806، أعلمكم بأنني مررت بفترة صعبة في فصل الخريف، وهي مع العلم الفترة التي تزداد فيها مخاوفي.

أما الآن فقد انقطعت عن أخذ فلوكستين منذ شهرين بعد علاج دام 10 أشهر، وأنا الآن آخذ دوغماتيل ليلاً وأحياناً لكزوميل، أما حالتي فما زلت أشعر بالخوف خاصة ليلاً أو إذا تعرضت لضغوط مهنية.

ساعدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

الذي تلمستُه من رسالتك أنك ـ الحمد لله ـ قد مررت بفترة من التحسن وإن كنت لم تذكر ذلك صراحة، وبعد ذلك أتتك فترات فيها شيء من الصعوبة وعدم الارتياح، وزادت مخاوفك في فصل الخريف، والذي أقوله لك - أخي الكريم -:

المخاوف تُعالج بالمواجهة، وأنت مطالب أن تتجاهل هذه المخاوف ولا تجعلها جزءاً من حياتك، والموقف الذي تحس فيه بالخوف حاول أن تواجهه وحاول أن تحقره، وأن تستبدل المشاعر السلبية بمشاعر إيجابية، وهذا يصل إليه الإنسان بأن يجري حواراً مع نفسه، على سبيل المثال اسأل نفسك: (ما الذي يجعلني أخاف؟ لا شيء مطلقاً، هذا مجرد قلق، يجب ألا أجعله يسيطر على حياتي)، وهكذا.

الدواء أنت انقطعت عنه بعد استمرارك عليه لمدة عشرة أشهر، وهذه فترة لا بأس بها، ولكن بما أنك تشعر بالخوف خاصة في أثناء الليل، أنا أقول لك ارجع وابدأ في تناول الفلوكستين مرة ثانية فهو عقار سليم وصحيح ومفيد.

الذي يجعلني أدعوك للرجوع لتناول الفلوكستين هو قناعتي الشخصية أنه لديك استعداد في الأصل لقلق المخاوف، وفي هذه الحالة اتفق العلماء وحسب ما ورد في الدراسات أن الاستمرار على الجرعة الوقائية من الدواء لفترة أطول هو أحد الحلول المنطقية والمطلوبة في مثل هذه الحالة.

أرجو أن تتناول الفلوكستين بجرعة عشرين مليجراماً يومياً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة كبسولة واحدة كل يومين لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك توقف عن تناول الدواء.

الدوجماتيل من الأدوية التي تساعد في علاج القلق وقد لوحظ أن فعاليته تكون أفضل إذا تم تناوله مع أحد الأدوية المضادة للمخاوف والوساوس والاكتئاب مثل الفلوكستين، فاستمر عليه ولكن لابد أن تبدأ تناول الفلوكستين مرة أخرى كما ذكرت لك.

عقار لكسوميل والذي تتناوله في بعض الأحيان لا أقول لك أن ذلك أمراً مرفوضاً بالكلية، ولكني أريدك أن تكون حذراً حيال اللكسوميل؛ لأنه ربما يؤدي إلى الإدمان والتعود، وحتى تكون - إن شاء الله تعالى – في بر الأمان يفضل ألا تتناوله أكثر من مرة واحدة إلى مرتين في الأسبوع، هذا أفضل كثيراً.

أرجو منك أن تدير وقتك بصورة جيدة، وعليك أن تكون حريصاً في المواظبة على الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء، وإن شاء الله حرصك على هذه الأذكار سوف يزيل هذا الخوف الليلي عنك.

يما يخص التعرض للضغوط المهنية، فهي جزء من التحديات التي تواجه جميع الناس في أعمال أيّاً كانت هذه الأعمال، ويذكر بعض المختصين أن وجود الضغوط ربما يكون أمراً إيجابياً ومحفزاً للإنسان لأن يكون أكثر إنتاجاً ومثابرة وإصراراً لحل المشاكل التي تواجهه في عمله بصفة خاصة وفي الحياة بصفة عامة.

إذن أرجو ألا تضخم هذه الضغوط وهي جزء مما يواجه الناس في الحياة العملية، وتذكر دائماً أنه حين تواجهك أي ضغوط أو مشاكل في العمل تذكر أن بيئة العمل لا يستطيع الإنسان أن يتحكم فيها كاملاً، بمعنى أنه ما دام يتعامل مع الآخرين فهو ليس في استطاعته أن يفرض نظم معينة على الآخرين. نحن نقول نعم التحاور والتواصل والتعامل الطيب والسلس هو المفروض في بيئة العمل، ولكن هذا ربما يكون فيه شيء من التمني في بعض الأحيان.

عموماً أرجو أن تقبل أي ضغط في العمل كنوع من التحدي الإيجابي؛ لأن ذلك سوف يفيدك كثيراً.

أود أن أشكرك مرة أخرى على تواصلك مع إسلام ويب، وأنا ـ الحمد لله ـ متفائل جدّاً أن حالتك بسيطة وأن التحسن قد طرأ على حالتك، وما حصل من انتكاسة بسيطة سوف تزول تماماً - بإذن الله تعالى -.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً