الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي عنيد زاد عناده بعد إنجاب أخيه!

السؤال

لدي طفلان الأول يبلغ من العمر سنتين ونصف، ورزقت منذ شهر بطفل جديد، مشكلتي مع ابني الأكبر، فأنا لا أستطيع السيطرة عليه، فعندما يتصرف تصرفا خاطئا وأحاول توجيهه أو فقط التحدث إليه لا يستمع إلي ويقوم بتكرار ما يفعله، مع النظر إلي!

أحياناً أقوم بضربه، وأحياناً ألجأ فقط إلى خصامه، وأحياناً أخرى أنصحه وأكلمه بهدوء وأقبله، وكل ذلك لا ينفع بل يزيد في العناد.

عندما أطلب منه شيئا لا يفعله إلا إذا وعدته بالحلوى أو الخروج خارج البيت! وأيضاً لا أستطيع تعويده على الحمام، مع أني أحاول تدريبه منذ مدة طويلة.

وعندما رزقنا بالطفل الجديد زاد عناد طفلي الأول ومشاغبته، مع أني أحاول أن أهتم به وأحمله وأقبله وأحاول ألا أشعره بأني ابتعدت عنه بسبب المولود الجديد.
ماذا أفعل حتى أجعله أكثر طاعة وهدوءاً، وحتى أربيه بالشكل الصحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يحفظ لك ذريتك وأن يجعلهم من الصالحين.

بداية أرجو ألا تنزعجي مطلقاً، فإن مثل هذا التصرف من الأطفال من عناد ومحاولة إثبات للذات هو تصرف قد يكون طبيعياً لدرجة كبيرة، خاصة إذا كان الطفل هو الطفل الأول وقد تعود على نهج تربوي معين، يقوم غالباً على الاهتمام به وتدليله والاستجابة لمطالبه، هذا يحدث في معظم البيوت.

الطفل الآن يبدي نوعا من الاحتجاج ويريد إثبات ذاته ويريد أن يشد الانتباه إليه أكثر خاصة بعد قدوم المولود الجديد.

الذي أنصحك به هو لا داعي مطلقاً لضرب الطفل، بل على العكس أرجو أن تتوددي إليه حين يقوم بأي عمل إيجابي، هذا ضروري جدّاً، فحين يتصرف تصرفاً إيجابياً قومي بالثناء عليه وتقبيله وتشجيعه وتحفيزه، وبالمناسبة الطفل يفهم ويستوعب ويتمتع بذكاء لا يقل عن ذكاء الكبار.

فإذن منهج التحفيز هو المنهج الذي ينجح في حالة هذا الطفل، والمبدأ الثاني والمهم هو التجاهل، كل تصرف خاطئ من قبله يجب أن يتم تجاهله بقدر المستطاع، لا تتفاعلي معه أبداً، ويجب أن يطبق والده نفس المنهج وهو منهج التجاهل بقدر المستطاع للتصرفات السلبية ومبدأ التشجيع والتحفيز للتصرفات الإيجابية.

فيما يخص الطفل الجديد أرجو أن تقربيه لأخيه وذلك بأن تجعليه يهتم بشؤونه، دعيه يساعدك في نظافته بقدر المستطاع، وأن يحضر لك الببرونة (البزازة) – وهكذا – اجعليه يعيش مشاركاً في العناية بأخيه، هذا يقلل من الغيرة ويرفع من مهارات الطفل ويجعله حقيقة يفرح بما يقوم به.

أرجو ألا تنزعجي كثيراً، وأرجو أن تعرفي أن هذه المراحل قد تكون طبيعية جدّاً في حياة الكثير من الأطفال وهي تصرفات مكتسبة سوف تزول - بإذن الله تعالى - .

بالنسبة للتدريب والتعويد على الحمام، لا شك أن هذا أيضاً يتطلب الصبر ودائماً مبدأ التحفيز هو الذي ينجح في مثل هذه الحالة. خذي الطفل إلى الحمام وقبليه واجعليه يجلس على المعقد، وكوني بجانبه، كرري هذا عدة مرات وبعد ذلك سوف تجدي أن الطفل قد تواءم وقد تأقلم على هذا الوضع.

هذه هي المبادئ التربوية الأساسية، وهي معلومة بالنسبة لك، ولكني وددت أن أؤكد عليها.

سيكون أيضاً من المفيد جدّاً أن تتيحي لطفلك الفرصة لأن يختلط بالأطفال الآخرين؛ لأن الطفل يتعلم أكثر من بقية الأطفال، ويتفاعل بصورة أكثر فائدة وتؤدي إلى شعوره بالاسترخاء والطمأنينة، كما أن الأطفال الآخرين هم الوسيط لتوصيل المهارات اللازمة للطفل، فأرجو أن تكوني حريصة على ذلك.

سيكون أيضاً من المفيد جدّاً أن تستفيدي من الألعاب التي تحمل الصفات والمميزات التعليمية، اجعليها متوفرة لطفلك بقدر المستطاع، هذه الألعاب تطور من مهاراته وتجعله يبرز مقدراته بصورة جيدة، وفي نفس الوقت سوف تقلل من عناده واحتجاجه.

يوجد كتاب جيد جدّاً متوفر في المكتبات، هذا الكتاب بعنوان (أولادنا من الطفولة إلى الشباب) للدكتور مأمون مبيض، أرجو الحصول على هذا الكتاب فهو من الكتب التربوية والتوجيهية الجيدة جدّاً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً. ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً