الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقع عقار الأتيفان بين الأدوية المهدئة في درجة الإدمان

السؤال

السلام عليكم يا دكتور محمد.

أود أن أسألك بعض الأسئلة عن الأتيفان وكلي أمل بالإجابة عليها:

فكم فترة بقائة في الدم؟ وبعد كم من تناوله يبدأ مفعوله؟ وهل هو شديد الإدمان؟ وما هو موقعة بين الأدوية المهدئة في درجة الإدمان بين زانكس والريفوتريل والوكاسنانيل والفاليوم؟

أتمنى أن تصنفها لي من الأشد إدماناً إلى أخفّها .

وشكراً لك يا دكتور محمد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.. ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب، ويسعدنا كثيراً أن نجيب على أسئلتك، ونسأل الله تعالى أن تكون إجاباتنا نافعة ومفيدة بالنسبة لك.

فإنه أولاً بالنسبة لعقار أتيفان Ativan أو ما يسمى علمياً باسم (لورازبام Lorazepam) هو من مشتقات الـ (بنزودايزبين Benzodiazepine)، وهذا الدواء يبقى في الدم حتى ستة عشر ساعة.. إذن قد يحتاج الإنسان إلى جرعتين في اليوم ليتحصل على استقرار تام في مستوى الدواء في الدم.

مفعوله يبدأ بعد خمسة وأربعين دقيقة إلى ساعة إذا تناوله الإنسان على معدة فارغة، أما إذا تناوله الإنسان بعد الأكل فمفعوله يبدأ من ساعة إلى ساعة ونصف بعد الأكل، ويعرف أيضاً أنه توجد مستحضرات من الأتيفان يمكن تناولها عن طريق الإبر الوريدية أو الإبر العضلية، وهذه لا شك أنها سريعة الفعالية جدّاً وتبدأ فعاليتها بعد دقائق .

الأتيفان هو من الأدوية الوسطية فيما يخص الإدمان، وبالطبع الإدمان يعتمد على عدة أشياء: أولاً شخصية الإنسان، والجرعة التي يتناولها، وما هي توقعاته من الدواء؟ وكذلك الفعاليات التي يلجأ إليها لحل مشاكله وصعوبات الحياة. ولا شك أن من يلجأ إلى تناول هذه الأدوية المهدئة في كل مشكلة لا شك أن فعالية الدواء سوف تكون أكثر، وسيكون الدواء شديد الإدمان.

بالنسبة لسؤالك حول التفاوت في فعالية الأدوية التي ذكرتها وكذلك شدة إدمانها؟

أولاً: بالنسبة لكل المستحضرات للبنزودايزبين التي ذكرتها، درجة الإدمان تحدد بجانب عوامل الإدمان التي ذكرتها إلى عامل آخر هام جدّاً، وهو المدة الزمنية التي يبقى فيها الدواء في الدم، لذا يعتبر الزاناكس Xanax من أكبر هذه الأدوية إدماناً لأنه لا يبقى لمدة طويلة في الدم، الزاناكس يختفي تماماً بعد ست إلى ثمان ساعات من تناوله، ولذا يحتاج الإنسان إلى تناول جرعة أخرى حتى لا يحس بآثاره الانسحابية، وهذا التعدد في الجرعات يؤدي إلى الإدمان، ونقصد بالإدمان أنه تحصل حالة من التحمل أو الإطاقة، بمعنى أن الدواء لا يؤدي إلى فعاليته إذا كان بنفس الجرعة ويحتاج الشخص الذي يتناوله إلى رفع ومضاعفة الجرعة ربما أضعاف وأضعاف حتى يتحصل على فائدته.

إذن الزاناكس هو أكثر هذه الأدوية إدماناً، يأتي بعده الريفوتريل Revotril، والريفوتريل ليس للمدة الزمنية فقط ولكن أيضاً لخاصيته الكيميائية القوية.

وكما رتبتها أنت أقول لك: الثالث في شدة إدمانه هو لكسوتنيل Lexotanil والأخير هو الفاليم Valuim، والفاليم يظل لأربعة وعشرين ساعة وأكثر في الدم؛ لأنه لديه إفرازات ثانوية.
إذن الفاليم هو أقلها إدماناً والزاناكس هو أكثرها.

ويوجد عقار يعرف باسم (لبريم Libirium)، هذا الدواء لا يستعمل كثيراً، وهو يوجد كمركب في حبوب لبراكس التي يستعملها كثير من الناس لعلاج القولون العصبي. هذا الدواء ينتمي لمجموعة البنزودايزبين، ولكنه يعتبر أقلها إدماناً لأنه يظل في الدم لفترة طويلة جدّاً وله إفرازات ثانوية نشطة تجعل الإنسان حين يتعاطاه ويتوقف عنه لا يحس بالآثار الانسحابية؛ لأن الإفرازات الثانوية تمنع حدوث هذه الآثار الانسحابية.

هذا هو الذي وددت أن أذكره لك، وأقول لك بصفة عامة: لابد أن نتعامل بحذر شديد مع هذه الأدوية، ولابد ألا يتناولها الإنسان إلا في نطاق ضيق ولأسباب معروفة وتحت إشراف طبي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً..
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً